بيان الخارجية الاسبانية وعلاقته بحماقة يمكن ان يرتكبها المغرب


اسبانيا مستعدة ان تقوم باي عمل قذر في اطار التعاون مع المغرب للقضاء على الشعب الصحراوي، فهي تتعرض لحرب صامتة يشنها عليها المغرب في البحر ولا حيلة لها ما عدا قبول ابتزاز المخزن وتلبية رغبته. بيان الخارجية الاسبانية الاخير السخيف حول تحذير الإسبان من الذهاب الى مؤتمر البوليساريو في تفاريتي قد تكون له علاقة بما يفكر المغرب القيام به من اعمال ارهابية في الأراضي المحررة من الصحراء الغربية خاصة وقت المؤتمر. فالماء وصل الى اذني المغرب، وفي الحقيقة هو غريق، ويبحث عن خشبة نجاة يتمسك بها ولا يوجد في اجندته ما عدا تبني الارهاب. كل التساؤلات مطروحة ومشروعة بعد بيان الخارجية الإسبانية الغريب توقيتا ومكانا: هل ان المغرب اخبر الحكومة الاسبانية انه سيهجم على التفاريتي خلال المؤتمر او يقوم بعمل ارهابي.؟ لا يمكن استبعاد اي شيء، ولا يمكن استبعاد الغباء المغربي في مثل هذه الظروف.

المغرب في وضع صعب بسبب نجاح الجزائر
طرح قرار مجلس الامن في اكتوبر الماضي حول قضية الصحراء الغربية سؤالا كبيرا: وماذا بعد تمديد مهمة المينورصو سنة اخرى؟. على الأرض لن تحدث المفاوضات خلال هذه السنة، ومن المحتمل كثيرا ان لا يتم تعيين الممثل الخاص الذي لم يعد احد في العالم مستعدا ان يتحمل هذه المهمة الفاشلة اصلا. من جهة اخرى يعاند المغرب مدعوما بتواطؤ الامين العام غوتيريس كي يكرس جمودا لم يعد مقنعا لأحد، ولم يعد هناك اي مبرر لتفهمه خاصة من طرف القوى الكبرى.
لكن على ما يبدو كان سبب تمديد بعثة المينورصو لمدة سنة اضافية هو ان فرنسا والمغرب اقنعا اعضاء مجلس الأمن في الكواليس ان عليهم الإنتظار لمعرفة ماذا ستكون نتيجة الحراك في الجزائر. ففي العمق راهن المغرب وفرنسا ان تحدث ثورة في الجزائر وان تدمر نفسها بتفسها مثل سوريا وليبيا، لكن الجزائريين كانوا واعيين وسخروا من تنبؤات المغرب وفرنسا.
فبعد الكثير من التسول ولحس الاحذية الامريكية والرهان على ثورة في الجزائر، واستقبال كوشنير واستقبال زوجته وتقبيل يديهما، وبعد محاولة بيع القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن  قبلت الولايات المتحدة ان يتم تمديد بعثة المينورصو سنة جديدة تلبية لطلب المغرب الذي راهن على ثورة بالجزائر، لكن ذلك التمديد كان مرفقا بسؤال بسيط: ماذا سيحدث في هذه السنة اذا نجحت الجزائر .؟ وماذا بعد.؟
كما نعرف تقطعت كل الحبال التي كان يلعب عليها الاحتلال المغربي مثل الشيوعية، المد الاسلامي، محاربة الارهاب، الهجوم على إيران، المساعدة في حرب العراق وافغانستان، وصفقة القرن، واخيرا فشلت ثورة كان يتمناها المغرب في الجزائر، واصبح المغرب عاريا في ساحة جامع لفنا. يعني ان المغرب وقف على الحافة، وانتهت كل الآعيبه ومزايداته وابتزازه. الآن المغرب لا قيمة له في الاجندة العالمية خاصة الامريكية، وهو ضعيف امام كل انواع الضغوطات، وليست لديه استراتيجية للتعامل مع الوضع الجديد الناتج عن فشل الثورة التي كان يراهن عليها في الجزائر. فالمترشحون للرئاسة الجزائرية كانوا صارمين جدا مع المغرب، واجمعوا على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، واكدوا انه اصبح من الثوابت الجزائرية مثلما اصبح تقرير مصير الشعب الفلسطيني. النقطة الثانية التي تزعج المغرب الآن هي ان جبهة البوليساريو قررت ان تضع حدا لتماطل الأمم المتحدة، وتضع نقطة نهاية لكل التزاماتها بسبب سلبية القرار الأخير للأمم المتحدة، كما قررت ان  تعقد مؤتمرها في مدينة التفاريتي المحررة كرسالة واضحة لبداية التخلص من التزامات سابقة ظهر انها تصب في البحر فقط. لقد راهن المغرب على سلبية الامين العام للأمم المتحدة، وظن ان البوليساريو لن يعود بامكانها عقد مؤتمرها في الأراضي المحررة، بل اكثر من ذلك راهن على طردها من تلك الاراضي. الآن المغرب غير متأكد مما يقوم به، ولا يعرف هل يتجه الى روسيا او الولايات المتحدة. فبعدما كان مقررا ان يكون هناك لقاء بين وزير الخارجية المغربي ونظيره الروسي تم الغاء اللقاء، ودعا المغرب الى عقد مؤتمر لحلف وارسو لمكافحة الارهاب في الرباط وسيكون حاضرا فيه وزير الخارجية الامريكي، وبدأ الاعلام المغربي يطبل انه سيلتقي مع الملك المغربي، لكن كل المؤشرات تقول انه سيكون لقاء حول حريرة مغربية لا أكثر ولا أقل لان المغرب فقد دوره نهائيا في السياسة العالمية.
النقطة الثانية التي يتخوف منها المغرب هي ان الثورة التي كان يراهن عليها في الجزائر يمكن ان تحدث في المغرب نفسه يومها سيصبح مثل البعير الاجرب.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء