
إذا حم القضاء على أمري فليس له بر يقيه ولا بحر
كانت الفيضانات تغِير على أوتادنا من حين لآخر،
لكنها كانت تجد تلك الأوتاد مغروزة أكثر في الأرض فتمر وتنهزم.. أغارت علينا في
سنة 1986م، 1994م، 2006م، لكنها لم تكن بهذا العنف وهذا الانتقام.. تشرُّدُنا الآن
وغرقنا في طمى تلك الصحراء موجع ومؤلم.. لهذا يحزن القلب لتلك المناظر. لا يبقى
لنا إلا طرح التساؤلات الحائرة..
هل كنا نستطيع أن نحتاط قبل ان تحل
الكارثة؟ صحيح، الفيضانات قوة طبيعية جبارة وهزمت الكثير من البلدان، لكن هل لو
كنا أحتطنا لها كان وقع لنا ما وقع؟.. كل يوم نسمع أن الفيضانات دمرت مدنا
بكاملها، أبتلعت قرى بكل ما حملت، وقتلت الآلاف، لكن مع ذلك كنا نستطيع أن نحتاط..
لم تحدث خسائر في الأرواح، لكن الخسائر المادية مدمرة ومحبطة للعزائم.. وحتى
الشيوخ الذين يعرفون المنطقة كانوا يقولون لنا أن الماء كان يصل حين تحدث
الفيضانات إلى قمم الربى التي توجد بها مخيماتنا. ألم يكن ذلك تحذير من أولئك
الشيوخ أن الأمطار لا أمان فيها. هل كنا نستطيع أن نغير مثلا مجري ومكاب الوديان،
هل كنا نستطيع أن نبني بالحجارة حواجز توقف الماء أو تصرفه إلى مكان خارج
مخيماتنا.. هل فكَّرنا يوما أن نقوم بمشاريع لتفادي الفيضانات..؟
تبقى فقط مجرد أسئلة حائرة أمام حيرة أكبر
لما وقع\يقع أمام أعيننا.. المياه تحاصر مخيماتنا وتدمر في صمت ما بنينا بعرقنا؛
تُذيب طوب بيوتنا، وتُشردنا.. قضاء وقدر
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء