المغرب لا يصلح معه لا الفيدرالية ولا الكونفدرالية



 من حين لآخر يتحدث البعض عن أن المبعوث الشخصي للأمين العام، روس،يحمل في محفظته مشروعا، وأنه سيفصح عنه في كل زيارة من زياراته، لكنه لا يفعل بفعل العراقيل التي يجد عند هذا الطرف أو ذاك.. في الحقيقة، في قضية الصحراء الغربية، تم تجريب كل الحلول، لكن، في الأخير فشلت كلها.  تم تجريب الحرب، الاستفتاء، المفاوضات، الحكم الذاتي، الانتظار لكن سقطت كل شيء في الماء.. الآن هناك من يتحدث أن جولات روس الكثيرة قد تتمخض عن أقتراح فيدرالية أو كونفدرالية أو شيء من هذا القبيل، لكن قبل الوصول إلى التفاوض بشأن فيدرالية أو كونفدرالية يجب التنبيه أن المشكلة تمكن في المغرب، لإنه هو ربما الدولة الوحيدة في العالم التي لا تصلح معها لا فيدرالية ولا كونفدرالية و لا اتحاد.. لكن قبل الخوض في الحديث عن هذا الحل يجب التفريق لغويا وقانونيا بين الفيدرالية والكونفدرالية، لإن بعضنا بسبب تداخل المصطلحات قد يسمع فيديرالية ويظن أنها كونفدرالية أو العكس. فالنظام الكونفدرالي هو رابطة أعضاؤها دول مستقلة ذات سيادة – ذات سيادة- والتي تفوض بموجب اتفاق مسبق بعض الصلاحيات لهيئة أو هيئات مشتركة لتنسيق سياساتها في عدد من المجالات وذلك دون أن يشكل هذا التجمع دولة أو كيانا أو أتحادا، وغالبا ما يتبع لسياسة الدولة المحورية فيه . وباالتالي فالدول التي تشكل الاتحاد الكونفدرالي هو دول ذات سيادة، وحتى يحدث هذا بين الصحراء الغربية والمغرب على هذا الأخير – المغرب- أن يسلم الإقليم للصحراويين ويعلنون دولة، وبعد ذلك هم أحرار في كونفدرالية مع المغرب أم لا. هذا الحل مستبعد في القضية الصحراوية لإن المغرب يرفض التنازل عن الأرض وعن السيادة وكذلك الصحراويين يرفضون أي شيء سيربطهم مع المغرب.  بالنسبة للكونفدرالية يمكن حلها إراديا وكل دولة تستطيع التخلي عنها متى أرادت..  

بالنسبة للفيدرالية تتصف الدولة الفدرالية بأنها دولة مكونة من شعوب متميزة، وهذا التميز في الثقافة والعادات والتاريخ يجعل من شبه المستحيل تعايش هذه الشعوب في دولة واحدة فيحدث ما يسمى بالفيدرالية التي تفرضها المصالح السياسية والاقتصادية والحماية..وتتكون الدولة الفدرالية من دولتين أو أكثر، أو من إقليمين أو أكثر، يكون لكل منهما نظامه الخاص، واستقلاله الذاتي ودستور خاص، برلمان خاص، حكومة خاصة، وقوانين خاصة، وعسكر خاص، وموارد خاصة، ولغة خاصة بها. لكن فوق كل هذا هناك ما هو أكبر مما هو محلي، كالدولة البسيطة تماما، من حيث وجود دستور اتحادي واحد، وحكومة اتحادية واحدة، وبرلمان اتحادي واحد، ومحكمة اتحادية واحدة، وجيش اتحادي واحد.

في كل الحالات، فالمغرب لا تصلح معه لا الفيدرالية ولا الكونفدرالية وبالتالي، إذا كان روس يحمل جديدا في جعبته حلا فيدراليا أو كنفدراليا فهو سيفشل مسبقا.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء