التعاون السياسي بين المغرب وإسرائيل(اا)



مثلما كتبنا سابقا فإن التعاون التجاري والثقافي بين المغرب وإسرائيل بلغ ذروته في الأشهر الثمانية الاولى من هذه السنة، وأن المغرب أصبح هو المتنفس الوحيد لإسرائيل المحاصرَة.  وليس التعامل التجاري هو الذي بلغ ذروته، لكن أيضا التعاون الثقافي وتبادل الزيارات في مختلف المجالات.. بالنسبة للتعاون السياسي الإسرائيلي المغربي، يحاول المغرب ان يعتم عليه ما أستطاع، لكن في الاخير تسقط عنه ورقة التوت.. فالزيارت السرية وتبادل المعلومات والتعاون بين البلدين يحدث يوميا، لكن المغرب يخجل من الإعلان عنه، خاصة في عهد حكومة بن كيران التي تخدع الناس أنها إسلاميوية.
في الأمم المتحدة يعامل العالم المغرب وإسرائيل بذات المقاييس: دولتان تستعمران بلدين بطريقة غير شرعية؛ تعبثان بالقانون الدولي؛ تنهبان وتسرقان ثروات البلاد الواقعة تحت استعمارهما؛ تنتهكان حقوق الإنسان. وبالتالي فأي قرار يصدر ضد إسرائيل في الأمم المتحدة يمكن يتم إسقاطه على المغرب، وفقط يكفي أن ننزع اسم إسرائيل ونضع مكانها المغرب أو العكس..
في دورة الأمم المتحدة لهذه السنة- 2015م- حاول المغرب وإسرئيل إحداث ثغرة في الجميعة العامة بالمطالبة بنزع مبدأ تقرير المصير وتصفية الاستعمار من القانون الدولي ومن قرارات الأمم المتحدة، بحجة أنه قديم وأنه لم تعد هناك شعوب مستعمرة. والمشكلة أن تحالف إسرائيل والمغرب في هذه النقطة جاءت في ظرف تقوم فيه إسرئيل بعملية إبادة جماعية للفلسطينيين في الشارع وتعدمهم بدم بارد، وسلحت شعبها كله بالسلاح والقوانين ليقتل، وأصبح من حق الإسرائيلي أن يقتل لمجرد أن يشك في أن الذي يتبع هو عربي..
أول مرة يعلن المغرب انه متحالف مع إسرائيل أمام الجميع، وجاء التحالف في محاولة لتعطيل مشروع قرار حول تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة، الذي ينصر الشعبين الفلسطيني والصحراوي. لكن الحلف الذي وقف أمام هذا القرار كان متكونا فقط من أربع دول هي: المغرب، إسرائيل، الغابون وكوت ديفوار. لكن هذا الحلف تم سحق مبادرته عندما صوتت 154 دولة لصالح بقاء الإعلان العالمي لمنح الشعوب استقلالها ساري المفعول. ففي القرار الذي عارضه المغرب إسرائيل تم التأكيد أن" القضاء على ظاهرة الاستعمار كان وسيظل من أولويات الأمم المتحدة، وتأسف أن ما قامت به الأمم المتحدة من مجهودات لم يستطيع إلى حد الآن القضاء على ظاهرة الاستعمار. ويقول القرار:" ” أن وجود الاستعمار بأي شكل أو مظهر، بما في ذلك الاستغلال الاقتصادي، عمل يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة وإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، ويؤكد على تصميم الأمم المتحدة على مواصلة اتخاذ جميع الخطوات اللازمة من أجل التعجيل بالقضاء تماما على الاستعمار، وتقييد جميع الدول بقوة بالأحكام ذات الصلة بالموضوع من الميثاق وإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأعاد القرار التأكيد على " دعم الأمم المتحدة لتوق الشعوب الواقعة تحت الحكم الاستعماري لممارسة حقها في تقرير المصير لنداءات الأمم المتحدة المتعلقة بإلقاضاء على ظاهرة الاستعمار.

تحالف المغرب مع إسرائيل لتعطيل هذا القرار لم يفعل أكثر من أنه سلخ جلد النظام المغربي أمام العالم العربي والشارع الفلسطيني الذي يطالب العالم العربي بوقف التطبيع..  

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء