
في غشت من سنة 2005م، خطرت فكرة مجنونة أخرى على ذهن بوش. قرر أن
"يطلب" من البوليساريو أن تطلق الأسرى المغاربة الذين لديها. ورغم أن
الأسرى هم جزء من المشكل بصفة عامة ومدرجين في أجندة مخطط السلام إلا أن بوش قفز
على كل ذلك، وبعث السيناتور ريتشارد لوغار إلى المنطقة كي يطلب – يضغط- من
البوليساريو إطلاق سراح الاسرى.
بتاريخ 17 غشت كان السناتور المذكور في الجزائر للقاء الرئيس الجزائري. من
سوء حظ السيناتور ريتشارد لوغار أنه التقى مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الرجل
العنيد الذي خاض حربا ضروسا مع الولايات المتحدة نفسها ومع كيسنجر الشرس في
السبعينات حول نفس القضية: قضية الصحراء الغربية.. التقى الوفد الأمريكي مع بوتفليقة
في وقت كان فيه غاضبا من الإدارة الأمريكية بسبب تقاعسها عن مساعدة بيكر، وبسبب
دفعها أياه إلى الاستقالة.. في اللقاء ذكَّر بوتفليقة الوفد الأمريكي بلقائه ببوش
في سنة 2001م، وأنه وعده أن يساعد بيكر، وبسبب ذلك الوعد قبلت الجزائر مخطط بيكر –
رغم عيوبه- وحثت البوليساريو على قبوله، وأن الفراغ الذي تركه بيكر سوف لن يملأه
أي أحد.. ولمح له أنه إذا كان هو حث البوليساريو على قبول مخطط بيكر فإن بوش لم
يفعل شيء كي يحث المغرب على فعل نفس الشيء. إن البوليساريو – يقول بوتفليقة- لها
الحق في العودة إلى الكفاح في أرضها إذا أرادت، وأن الجزائر ستقبل بنتائج
الاستفتاء، لكن، في نفس الوقت، الجزائر لن تفاوض لا المغرب ولا أحد آخر نيابة عن
الصحراويين..
وأنتقد
بوتفليقة مخطط السلام الأممي الإفريقي في الصحراء بسبب أنه لم يكن مقيدا بأجندة
يتم تطبيقه فيها، وقال أنه لو كان مكان البوليساريو كان وقَّع المخطط، لكن كان يجب
أن يلح على انه سيعود إلى الكفاح في غضون ستة أشهر إذا لم يتم تطبيق المخطط في
الوقت المحدد..
بعد
الاستماع إلى الرئيس بوتفليقة، أفصح الوفد الأمريكي عن ما جاء من أجله: يريد أن
تتدخل الجزائر لدى البوليساريو كي تطلب سراح ال404 أسير مغربي متبقين لديها. قال
السناتور لوغار أنه جاء في مهمة كلفه بها بوش، وهي مهمة " إنسانية"
تتعلق بطلب إطلاق سراح الاسرى، ومن جهة أخرى يطلب فتح الحدود بين الجزائر
والمغرب..
كان الضغط كبيرا خاصة من طرف رئيس شرير مثل بوش الإبن، لكن مع ذلك بقى
بوتفليقة في سنة 2005م مع بوش المتغطرس هو بوتفليقة نفسه في سنة 1975م مع كيسنجر
المتعالي: تقرير المصير للصحراء الغربية، عدم التفاوض باسم الصحراويين، عودة
العلاقة العادية مع المغرب مرهون بأحترام قانون الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.
لم يحصل الوفد على أيةم نتيجة أو أي تنازل من طرف بوتفليقة.. "إذا أرادت
أمريكا شيئا من عند الصحراويين فلتذهب إليهم وتفاوض معهم."
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء