كان الوقت يمر في مارس 2007م، فالولايات المتحدة
لم تستطيع إقناعالبوليساريو أن تشارك في مفاوضات ثنائية مع المغرب تحت إشرافها هي.
ورغم رفض البوليساريو فكرة الولايات المتحدة إلا أن هذه الأخيرة بقيت مصرة على
المضي قدما في محاولة فرض الحكم الذاتي في الصحراء الغربية رغم تنافيه مع تقرير المصير
وبعده عن الاستفتاء وعن حتى مخطط بيكر..
فحسب تقرير للسفارة الأمريكية بالرباط
بتاريخ 5 ابريل 2007م تحت رقم 07rabat601_a فإن " المغرب في الأشهر الأولى من السنة –
2007- يكون قد قام بحملة هجومية غير مسبوقة في محاولة لبناء تحالف دولي لدعم مخططه
للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وبما ان الولايات المتحدة تكون قد قد افصحت عن
خطوتها المقبلة في فيما يخص قضية الصحراء الغربية- دعم الحكم الذاتي في مجلس
الأمن- فإن السفارة في الرباط تريد أن تساهم في الموضوع بالأفكار التالية حسب
التقرير: " من خلال تنقلاتهم المكثفة للخارج فإن الرسميين المغاربة يكونوا قد
افصحوا عن بعض التفاصيل من مخططهم للحكم الذاتي، لكن حسب معلوماتنا فإن المغرب
لازال لم يقدم مشروعا كاملا ومقنعا لأي أحد.. في الحقيقة يبدو أن المغاربة يحاولون
مراجعة وتعديل مشروعهم حتى يتوافق ونظرة الولايات المتحدة وبعض العواصم. هذا يمكن
أن يكون مشجعا، لكن غير المشجع هو أن المغرب إلى حد الآن لا يوجد ما يوحي أنه قام
بمشاروات مع البوليساريو أو مع الصحراويين حول مشروعه. من خلال الزيارات التي قمنا
بها للإقليم ومن خلال لقاءاتنا مع مختلف أشكال الطيف –الصحراوي- لم نلمس أن
المغاربة قاموا باي مجهود لكسب ود الصحراويين أتجاه مشروعهم للحكم الذاتي."
ويمضي التقرير قائلا:" في هذا السياق
نعتقد ان الولايات المتحدة يجب أن تتفادى أي تصريح مؤيد للمخطط المغربي للحكم
الذاتي.. حسب سياسة الولايات المتحدة المتبعة منذ مدة فإنها ترى أن الحل في صراع
الصحراء الغربية يجب أن يكون نتيجة لمفاوضات مباشرة بين الطرفين المعنيين. إن هذا
الموقف المبدئي قد حصل على إجماع دولي وسمح للولايات المتحدة أن تحافظ على موقفها
حتى تبقى دائما وسيطا في اية مجهودات يمكن أن توصل إلى حل(..) لهذا، بالإضافة إلى
ذلك، يجب أن نتجنب أي تأئيد للمقترح المغربي للحكم الذاتي ونواصل الضغط من أجل حل
متفق عليه من طرف كل الأطراف، ويكون نتيجة لمسلسل مفاوضات. إن المزايا النسبية لخطة الحكم الذاتي المغربية مثلما
هي عليه الآن غير مهمة في نهاية المطاف. مخطط الحكم الذاتي الصحيح ليس هو الذي
يظهر لنا جيدا الآن، لكن هو ذلك يمكن التفاوض بشأنه ومقبول، وأُيَّد بشكل أو بآخر من
قبل جميع الأطراف في نهاية المطاف. نحن مقتنعون بأن المخطط – الحكم الذاتي- لن يؤدي
إلا إلى النفور الفوري والعداء من جبهة البوليساريو وأصدقائهم الجزائريين كونه "حل" مفروض من جانب واحد.
قراءة التقرير توضح أن سفارة الولايات
المتحدة في الرباط وعلى رأسها السفير المحنك ريلي توماس، كانت تريد أن تكبح جماح
إدارة بوش المتهورة التي كانت تمضي مغمضة العينين في دعم الحكم الذاتي المغربي،
الذي سحب السفير سوف لن يوؤدئ دعمه إلا إلى عداء البوليساريو والجزائر..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء