السويد وقصة الديك والصفيح الساخن

FullSizeRenderمضحك أمر السويد، يقتل بالضحك.. فتحركها في البداية للاعتراف بالدولة الصحراوية كان ثابتا ومدروسا، وأعجب الجميع، وكسبت به سمعة كبيرة ليس عند الصحراويين وحدهم، لكن في عيون العالم كله.. وكما قلنا في مقال سابق فإن التقرير الذي نشرته الخارجية السويدية لم يقنع أحدا على أساس أنه هو التقرير الرسمي الذي قضت الحكومة السويدية أكثر من عام في إعداده.. لكن صحيح أقنعنا التقرير الثاني الذي تم تسريبه وإخفائه في دواليب الخارجية السويدية، والذي يقول أن الدولة الصحراوية تمتلك كل المقومات كي يتم الاعتراف بها.. فحتى المغرب لم يقنعه التراجع عن الأعتراف، وراح يكيل للسويد الشتائم ويطالبها بلعق حذاء الملك والركوع أكثر، ويصفها بالدولة العدوة.. الصحراويون، أيضا، رغم انه من عادتهم أن لا ينتقدوا من سبق وأن شكروه، لم يقولوا الكثير عن الموضوع وابتعلوه لكن بمرارة.. تعالي المغرب على السويد وإنكاره " لمعروفها" وسكوت الصحراويين عن النقد جعل السويد تبدو مثل الديك الذي يقف على صفيح ساكن فيروح يرفع رجلا حتى تبرد ثم يستند عليها ويرفع الأخرى. وإّذا كان الصحراويون لم يعاتبوا السويد وأكتفوا بالقول أنها "لن تعترف وكفى"، فإن الداخل السويدي هاج ماج غضبا، ووصل به الأمر إلى أتهام السويد أن لا أخلاق لها ولا سياسة..

اليوم يبدو أن الخارجية السويدية تريد ان تكفر عن ذنب تراجعها عن الاعتراف بالدولة الصحراوية. فوزيرة الخارجية التي قال وزير الخارجية المغربي أنه "فعفعها" استقبلت وفدا صحراويا رفيع المستوى، وأعادت عليه الاسطوانة التي لم تعد تقنع أي احد وهي أن " السويد ستبقى فاتحة الاتصال مع جبهة البوليساريو، وأنها تدعم حق تقرير المصير- للمفارقة أن السويد كانت أول بلد أوروبي أعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير في سنة 1975م-. لا جديد إذن في موقف السويد واستقبال وفد صحراوي في الخارجية السويد هو فقط محاولة للتخفيف من الضغط الداخلي الذي تتعرض له الحكومة السويدية..          

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng