نتذكر أنه في سنة 2006م، حين تم انتخابه كأمين عام للأمم المتحدة، بدأ معالجته لقضية الصحراء الغربية بطريقة غريبة تجعل المتابع لذلك الشأن يستنتج أنه يستهزأ فقط. أول ما دعا إليه بان كي مون هو إجراء "مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين". ماذا ستؤدي إليه مفاوضات غير مباشرة بين طرفين أنهكتهما المفاوضات المباشرة على مدى سبع سنوات تقريبا؟ هل هذا معقول؟ طرفان بينهما معركة كسر ذراع وأستهزياء بكل من حاول أن يجعلهما يتفاوضان بجدية، يأتي بان كيمون ويقول لهما تعالى وتفاوضا مفاوضات غير مباشرة؟
حين لم تؤدي فكرة المفاوضات " العبقرية" غير المباشرة إلى نتيجة عاد بان كي مون ليبالغ في الأستهزاء: قرر أن يبدأ الطرفان مفاوضات مباشرة، لكن بدون شروط مسبقة...! هل يعقل أن يتحول طرفان متنافسان بشراسة منذ أربعين عاما إلى ملائكة ويبدأ مفاوضات مباشرة بغير شروط، ويتنازل كل منهما عن ما كان يتشدد بشأنه .؟ مبالغة في الأستهزاء..
في لقائه يوم 25 سبتمبر 2015م بالرئيس الموريتاني " شدد الأمين العام" على أن تعمل موريتانيا على حل قضية الصحراء الغربية، وأنها طرف معني بالحل."
يعني، تصبح موريتانيا في موقف وموقع يتم طلب فيه منها ومن طرف الأمين العام، أن "تعمل على حل القضية الصحراوية" هي التي لا ناقة لها فيها ولا جمل ولا محضرة ولا زاوية، وليس لها أي ضغوطات لا على المغرب ولا على البوليسايو، ولا تستطيع أن تحمي حدودها من المهربين. إذن، لماذا يطلب منها بان كي مون من موريتانيا أن تعمل على حل القضية الصحراوية؟ ما هي العصا السحرية التي توجد تحت إبط موريتانيا، والتي كانت تخفيها ويريدها بان كي مون أن تستخرجها كي تحل بها القضية الصحراوية في رمش عين؟
الا يُعتبر هذا إمعان في الأستهزاء بالقضية الصحراوية وبالصحراويين.؟
هل يمكن أن نعتبر بان كي مون جادا في طلبه من موريتانيا كي تحل القضية الصحراوية؟ هو يستهزئ فقط..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء