المرزوقي الحدوة، ابن المخزني




في أول تجربة تونسية للديمقراطية انتخب التونسيون منصف المرزوقي رئيسا لهم، لكن ما أن مرت ثلاثة أشهر على رئاسته حتى أكتشف التونسيون أنهم خُدعوا في الرئيس الذي انتخبوه. كان مندهشا ومنبهرا أكثر بكثرة المرايا في قصر الرئاسة، وبالبروتوكول وبوضع الكرافات يوميا والعطر، وبقى أسيرا لذلك المشهد إلى أن خرج من ذلك القصر وهو غير مصدق أنه تولى رئاسة تونس. في جنوب تونس، أين لازال المجتمع محافظا، بدأ الناس يتحدثون عن أصل المرزوقي، ومن هم أجداده، ثم راحوا يصعدون مع شجرته العائلة حتى قال لهم أحد الشيوخ: اسم عائلته هو: المرزوقي الحدوة. وأضاف الشيوخ أن أصله يهودي، وإن اجداد عائلته كانوا يعملون كحدادين عند قبيلة بني سليم العربية، وانهم كانوا يصنعون حدوات الخيل وبرادعها، لكن في لحظة غفلة انضموا إلى قبيلة المرازيق التونسية. لكن لماذا بحث التونسيون عن نسب المرزوقي؟ ببساطة لإنه حين كان رئيسا لم يتصرف كعربي حر أصيل إنما تصرف مثل الأوباش وقليلي القيمة والأصل.

بعد خروج المرزوقي غير مصدق من القصر ركب مثل الدونكيشوت على فرس اتحاد المغرب العربي، وراح يهرطق هنا وهناك، ويفرقع تصريحاته في كل مكان، ويتصل بالرؤساء والزعماء يعرض عليهم أفكاره غير القابلة للتطبيق. لكن تطبيل المرزوقي للمغرب العربي هو فكرة مغربية يروم منها شيئا واحدا وهو أن يمنح المغرب حكما ذاتيا للصحراء الغربية ويتم بناء المغرب العربي. وفي خضم هذره وهرطقته حول المغرب العربي انزلق وسقط في الحفرة. ففي حوار له مع القدس العربي خرج هذا اليهودي الأصل والفصل والفعل ليقول أنه " ليس من الممكن التضحية ب200 مليون مغاربي لإرضاء 200 الف صحراوي، وأن الجزائر تدعم الإرهاب وتعرقل بناء المغرب العربي، وأن الحكم الذاتي هو الحل." بدأنا نبحث لماذا ارتمى المرزوقي في نفس المخدع مع محمد السادس؟ اكتشفنا أن والده، محمد البدوي المرزوقي، هو جاسوس مغربي، وأنه كان يعمل في المخزن المغربي، ومتزوج من مغربية ومتوفي في المغرب، وأن المرزوقي نفسه ورث بيتا له في المغرب.

هجوم المرزوقي على الشعب الصحراوي هو  فقط محاولة للتجرد من عقدة تاريخية يحسها بها، والان يشطح هنا وهناك ظنا منه أنه سيخرج منها ويخرج من جلده ويخرج من ماضيه وأصله اليهودي بالتطاول على الكرام الشجعان في الصحراء الغربية والجزائر. فعقدة الأصل والماضي الذي كان فيه أجداده يصنعون حدوات الخيل لبني سليم لم يستطيع أن يتخلص منه ولازال يعرف أن التونسيين في الجنوب يقولون له المرزوقي الحدوة، في إشارة إلى ماضي أسرته التي كانت تصنع حدوات خيول بني سليم والمرازيق. المغرب العربي الذي يتكلم عنه هذا اليهودي هو اوتوبيا غير ممكنة التحقيق. لا يمكن أن يتم بناء المغرب العربي على كرامة الشعب الصحراوي، ولا يمكن أن يُبنى مع دولة توسعية مثل المملكة التي كان والده يتجسس لها، ولا يمكن أن يبنى إذا لم تكن الجزائر هي زعيمته وقائدته. المغرب العربي لا يمكن أن يُبنى على جثث الشعوب، وإذا كان سيُبنى فليبنى على أسس صحيحة ثم أن لا مكان فيه لنوع المرزوقي الحدوة. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء