نبض التاريخ: ماذا حمل بوتفليقة إلى الحسن الثاني يوم 2 جويلية 1975م?



Resultado de imagen de bouteflika 1975كان مقال جريدة لوموند الفرنسية الذي كتبه مراسلها في الجزائر بول بالطا حول صفقة سرية لتقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا وتمهيش الجزائر بمباركة امريكية هو النقطة التي أفاضت كأس العلاقات بين الجزائر والمغرب. أثار ذلك المقال غضب بومدين فأرسل يوم 2 جويلية 1975م  وزيره للخارجية بوتفليقة إلى الرباط مبعوثا شخصيا من طرفه. لم يعجب بومدين تصرف المغرب الذي كان يشن، سياسيا وإعلاميا، الهجوم تلو الهجوم على الجزائر ويتهمها بالتدخل في قضية الصحراء الغربية،وبأنها تريد إقامة دولة موالية لها في ذلك الإقليم ثم، في الأخير، تجاهلها وتجاهل الشعب الصحراوي وأراد، رفقة موريتانيا، أقتسام الصحراء الغربية المجاورة مثل قطعة كعك. .. أراد بومدين أن يضع النقاط على الحروف وجها لوجه مع الحسن الثاني بعيدا عن لغة الإعلام والتهييج والاتهامات المتبادلة . بعث له وزير خارجيته المتمكن بوتفليقة، وفي اللقاء الأول الذي جرى مدة 90 دقيقة طرح بوتفليقة كل شيء على الطاولة مثل قضية الصحراء الغربية، وقضية الحدود بين البلدين وكل القضايا العالقة. لكن تركز النقاش كله حول مقال جريدة "لوموند" الفرنسة الذي تحدث عن اتفاق التقسيم السري للصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا بمباركة أمريكا ومن وراء ظهر الجزائر. لم يحصل تفاهم في اللقاء الأول،وبدل من ذلك حصل سوء تفاهم توتر. رُفعت بعد ذلك الجلسة، مما أضطر بوتفليقة إلى تمديد أقامته بالرباط يوما آخرا. اللقاء الثاني حصل يوم 3 جويلية ودام أيضا 90 دقيقة، وهو لقاء عاصف وقوي انتهى بقطع العلاقات وتجميد الاتصالات وتهديد كل طرف للأخر. التقى بوتفليقة بالصحافة وصرح أن اللقاء كان عاصفا وقويا، لكنه كان ، أيضا، مُقنعا، وأن زيارته جاءت بناء على طلب من بومدين لتحسين العلاقات، لكن على ما يبدو لا يوجد تحسن. لقد قرر الرئيس بومدين أن يضع كل المشاكل التي تهم البلدين على الطاولة. قال بوتفليقة للصحافة" رفض بوتفليقة في لقائيه الإثنين مع الصحافة التحدث عن قضية الصحراء الغربية رغم أنها كانت هي المحور في اللقائين،خاصة مخطط التقسيم السري. في الصباح – يوم 4 جويلية- قامت الصحافة المغربية بتزوير كل شيء، وفسرت مجئ بوتفليقة أنه كان فقط من أجل إشعار المغرب أن الجزائر تخلت عن "حلمها" بإنشاء دولة دمية تابعة لها في الصحراء الغربية تحت حكم البوليساريو.
حين عاد بوتفليقة إلى الجزائر العاصمة استقبله بومدين، وبعد اللقاء قررت الجزائر ان تقطع أي اتصال مع المغرب، وان تطلب من الشعب الجزائري أن يبدئ رائه في دعم الشعب الصحراوي في كفاحه التحرري وفي قضية تقرير مصيره الشرعية. بدأ حزب جبهة التحرير الجزائري الحاكم ينظم الندوات السياسية في كل المحافظات كي يشرح للشعب الجزائري طبيعة كفاح الشعب الصحراوي، وقضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
على الجانب الآخر توصل المغرب إلى نتيجة وهي أنه إما أن يغزو الصحراء الغربية عسكريا أو يتم إعلان دولة صحراوية في اليوم الموالي. توترت العلاقات وبدأ المغرب يحشد الجيش ويستعد للغزو، أما الجزائر فبدأت تحشد الدعم السياسي والدولي لقضية تقرير مصير الشعب الصحراوي العادلة.

    

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء