كان الامريكان قد
بدؤوا، بسرية، يجمعون معلومات عن مواقف الدول الكبرى من قضية الصحراء الغربية وهل هذه
الدول هي مع موقف الجزائر وأسبانيا المنادي بتقرير المصير أم مع موقف المغرب الذي
يريد، صراحة، احتلال الصحراء الغربية. حسب وثيقة للسفارة الأمريكية بالرباط بتاريخ
11 غشت 1975م تحت الرقم 1975rabat03866_b فإن السفير الامريكي هناك،
نيومان، قد قام بزيارة مجاملة لنظيره السوفياتي في الرباط غوريونوف،
وتحادثا عن قضية الصحراء الغربية. حسب الوثيقة فإن السفير السوفياتي قال للسفير
الامريكي ان الجميع يتمنى أن يساهم في حل القضية حلا سلميا، وان القاضي السوفياتي
في محكمة العدل الدولية ساعد المغرب في التصويت على قاضي القضية الخاص، أما
بالنسبة لموقف الاتحاد السوفياتي السياسي فقال عنه السفير غوريونوف أنه موقف يتأثر
بالموقف العربي عامة. فإذا كان الموقف العربي مع المغرب وموريتانيا في ضم الصحراء
فإن موقف السوفيات سيكون معهما. اما بالنسبة لموقفه من دعم أسبانيا فقال السفير
السوفياتي أن أسبانيا يبدو انها اعلنت أنها ستغادر الصحراء بسرعة، وان المغرب
منحها صفقة كبيرة يجب ان تستفيد منها. وحسب الوثيقة فإن السفير السوفياتي يتعجب
كيف أن أسبانيا لتم تستغل الفرصة وتحصل على الصفقة من قبل وماذا تنتظر.؟
وتخلص الوثيقة إلى أن
كل من موريتانيا والمغرب كانا قد أخبرا الولايات المتحدة، في عدة مناسبات، أن
الاتحاد السوفياتي لا يساند الجزائر في موقفها من تقرير المصير، وانه، رغم انه
ينادي بتصفية الاستعمار، لايرى فائدة من دعم تقرير المصير. وتقول الوثيقة أن
السوفيات يستثمرون كثيرا في المغرب في مجال الزراعة وأنهم دعموه بالسلاح، ومع ذلك
سيكونون حذرين في التعامل مع السياسة في هذه المنطقة حتى لا يحدث ما يؤثر على
استقرار الممكلة المغربية.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء