خطاب أم هذيان'?


Resultado de imagen de rey marroquiخطاب ملك المغرب بمناسبة عيد الملك والشعب المغربي هذه السنة جاء على شكل نوع من الهذيان الذي لم يسبق لأحد أن سمع مثله. ففي عهد الحسن الثاني كان يخصص خطابات ثورة الملك والشعب للقضايا التي يراها حساسة، والتي يتطلع الشعب المغربي لمعرفة قرار الملك فيها. فمثلا في سنة 1975م أعلن الملك الحسن الثاني في خطاب ثورة الملك والشعب أنه سيغزو الصحراء الغربية، وانه جهَّز المسيرة الخضراء لذلك، ودأب بعد ذلك على ذلك المنوال: دائما يتحدث عن القضايا الراهنة الكبيرة التي ينتظر المغاربة فتوى منه فيها.    

في خطاب الملك الساس أمس، وفي وقت كان فيه المغاربة ينتظرون منه أن يعلن الحرب على الجزائر وموريتانيا والبوليساريو أو يعلن عن موقف المغرب من المفاوضات القادمة التي أصبحت قريبة أو يعلن لهم أنه سيتمسك بالحكم الذاتي، او يقول لهم أن المغرب سينضم إلى الاتحاد الإفريقي في القمة القادمة، أو يقول لهم أنه سيرفض قرار الاتحاد الأوروبي، جاء خطاب الملك على شكل هذيان غير محكم فيه لا يرقى إلى صفة ومستوى خطاب. تحاشى الملك الحديث في القضايا الكبيرة التي تحاصر المغرب من كل جهة وولم يذكر، ولو بكلمة واحدة، قضية الصحراء الغربية التي يحتل والتي كان عادة يخصص خطاب العرش والشعب لها كما لم يذكر الحكم الذاتي الذي ظل يتغنى به سبع سنوات. ولا كلمة واحدة عن الصحراء أو عن الحكم الذاتي أو عن غلق موريتانيا للحدود معه، أو عن خلافه مع بان كي مون. راح الملك يتحدث عن إفريقيا ويقول أنه حررها وأنه نماها وجعلها قارة متقدمة، وراح يتحدث عن المهاجرين الأفارقة وعن الإرهاب في اوروبا وتهرب بشكل انهزامي عن الحديث عن المعارك التي تقع فوق رأسه في الصحراء الغربية. فمنذ يومين والإعلام المغربي يطحن الشارع المغربي ويعده أن الملك سيأتي بجديد في خطابه، وانه سيعده بالنصر المؤزر وأنه سيحل له مشكلة الصحراء الغربية واحتقار موريتانيا له، لكن جاء الخطاب كمن يفسر الماء بالماء، وغابت عنه الصحراء الغربية والحكم الذاتي..          

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء