نبض التاريخ: الصدمة التي أصابت فرنكو حين علم بالمسيرة المغربية لغزو الصحراء الغربية سنة 1975م

Resultado de imagen de franco franciscoحين أعلن الملك المغربي يوم 16 اكتوبر 1975م انه سينظم مسيرة لغزو الصحراء الغربية، كان فرنكو في صالون الرئاسة بمدريد. وصل فاكس من العيون يحمل توقيع سالازار موجه إلى إدواردو بلانكو، مدير تنمية الصحراء بالرئاسة الأسبانية، يخبره بالمسيرة المغربية. كان فرنكو يشعر بتعب شديد وبصداع متصاعد، لكنه كان في قمة لياقته، ويحاول، ما أمكن، إخفاء مرض صدري يقلقه منذ زمن.
بسرعة وصلت الأخبار إلى فرنكو: المغرب سيغزو الصحراء الغربية عن طريق مسيرة من "المورو" الجياع. طلب بالتلفون أجتماعا عاجلا لمجلس الوزراء. كان غاضبا، فهو، في حالة حدوث الغزو بهذه الطريقة، سيتعرض لهزيمة قاسية على يد الملك المغربي. فرنكو كان يحتقر الملك المغربي وبناديه دائما بال"مورو"، ويرفض اللقاء معه. في تلك اللحظات كان فرنكو يحس أنه أنهزم، فخيوط الحكم كانت تنسل من بين أصابع قبضته الحديدية، وكان على علم أن هناك أطرافا محيطة به تخفي عنه الكثير من شئون الحكم خاصة ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية.
تم عقد اجتماع مجلس الوزراء يوم 17 اكتوبر، وخيم صمت مريب على الجلسة التي خُصصت كلها لمناقشة الوضع على الحدود الصحراوية المغربية. تم الأتيان بخريطة موسعة ووضُعها في الصالون، وكانت مرسومة عليها سهام حمراء تشير إلى الطريق الذي ستسلكه المسيرة الغازية إلى الصحراء الغربية. بدأت مناقشة كل الاحتمالات، وتم استنتاج أنه سيكون من المستحيل خوض معركة عسكرية مع هذه المسيرة ما دامت مسيرة " سلمية". بدأ وجه فرنكو يحمر ويتلون، وقبل ان يكمل الاجتماع سقط شبه مغمى عليه. كان الدكاترة في الغرفة الموالية، فهم يعلمون ان فرنكو إذا غضب سيصاب بدوران عنيف يجعله يسقط. أغمض عينيه، وقال كلمته الأخيرة: قولوا لسلازار ان يزرع أمام المسيرة الألغام."         
انتهى الاجتماع دون التوصل إلى نتيجة، لكن اثناء النقاشات الجانبية كان الجميع مقتنعا أن مواجهة المسيرة بالسلاح لن يكون ذا نتيجة، ومن الأفضل البحث عن سبل أخرى من بينها محاولة الحصول على مصالح مقابل اتفاق مع المغرب. كان في الحكومة من يؤيدون هذا الطرح، حين رأوؤا فرنكو يسقط عرفوا أن توجههم هو الحل الوحيد المتبقي. بعد ذلك اليوم بقى فرنكو في غرفة الانعاش حتى مات يوم 20 نوفمبر 1975م.


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء