المخزن والخيال المنهزم الذي يخترع انتصارات وهمية

Resultado de imagen de morocco king 
يخترع الخيال المنهزم عادة أنتصارات وهمية يتلذذ بها ويتسلى بها حين تنسد في وجهه كل السبل التي يحقق بها أنتصارات أو أحلام على أرض الواقع أو في الحقيقة. فحين ينهزم الضابط في أرض الميدان يقول لجنوده " لقد أنتصرنا، والدليل اننا انتصرنا هو أننا منعنا العدو من القضاء علينا كلنا. هذا انتصار"، هذا انتصار لكنه من جملة الانتصارات الوهمية التي تحاول منع الإحباط من التسلسل إلى النفس. منذ عدة شهور يمارس المخزن المغربي هذا النوع من الحلم اللذيذ الوهمي حتى يتخطى، ولو معنويا، مرحلة الهزيمة التي يتخبط فيها.
"الانتصارات" التي هي في الحقيقة هزائم
رغم أن المخزن لم يتوقف يوما عن الكذب على شعبه إلا أنه في الآونة الاخيرة أصيب بهستريا من الكذب والحلم الوهمي حتى أصبح المغاربة يشكون في أي نصر يبشر به المخزن. فسلسلة الانتصارات الوهمية بدأت من كيغالي حين أعلن الملك لشعبه أن المغرب انضم إلى الاتحاد الإفريقي، لكن ظهر بعد ذلك أن كل ذلك هو نوع من الوهم اللذيذ، وأنه حتى لم يطلب العضوية، وأن ما فعله كان مسرحية مكشوفة أنتهت بنهاية القمة.  من كيغالي بدأ مسلسل آخر من أختراع الانتصارات الوهمية:"سحبت" زمبيا أعترافها بالدولة الصحراوية، وهللت الصحافة المغربية "للنصر"، لكن حين أنجلى غبار معركة الأكاذيب تلك تبين أن زامبيا ستقوم بمحاكمة وزير خارجيتها بسبب انه زار المغرب، وتلقى رشوة منه.
انتقلت آلة الكذب العمياء غير المدروسة من زامبيا إلى جمايكا، وتم تلفيق بيان كاذب لم يتم نشره على أي موقع، وهو أن جمايكا سحبت أعترافها بالجمهورية الصحراوية، لكن تبين فيما بعد أنه بالعودة إلى أرشيف التلفزة المغربية تبين أن جمايكا "سحبت أعترافها" ثلاث مرات بالدولة الصحراوية: مرة في سنة 2007م، ومرة في سنة 20010م ومرة في سنة 2016م؛ أي تحولت جمايكا إلى ثلاث دول..   
في الكركرات سوقت الصحافة المغربية بكل انواع الحبر ما حدث فيها على أساس أنه أنتصار للقوات الملسحة المغربية، وان تم تعبيد الطريق إلى موريتانيا، لكن الحقيقة غير ذلك؛ فالمغرب لم يستطيع تعبيد أكثر من مئة متر، ومنذ حوالي شهر وعتاد الشركة التي كانت تعبد الطريق هو عرضة للشمس والغبار.
وجاء النبأ الذي فضح المغرب. "نبأ" " أسر" ستة ضباط جزائريين بقيادة قائد فيلق في منطقة الكركرات الصحراوية الذي نقلته جريدة الصباح المغربية التابعة للمخزن كعنوان كبير، هو خبر هز المغرب كله. خرج المغاربة يعبرون عن فرحتهم ب"النصر المبين" على العدو الجزائري والصحراوي، وملأوا صفحات التواصل الاجتماعي بالتهليل للنصر الحاسم، وبدأووا  يفرجون  كل ما في صدورهم من تمنيات واقترحات ومتمنيات ومخزونات وحتى من حقد. البعض منهم يقترح أن يتم حرق الضباط الجزائريين أحياء والبعض يطلب محاكمتهم وولا يتم إطلاق سراحهم إلى بعد مبادلتم بالصحراء الغربية، والبعض اقترح أن يتم الذهاب بهم مكبلين إلى كل مدن المغرب حتى يكونون عبرة لمن بعتبر، والبعض يقترح ان يتم تسليمهم للامم المتحدة.. وحتى خرجت تجمعات في بعض المدن المغربية تهلل ل"لنصر المبين". في الأخير لم يحصل اي شيء من كل هذا، وذاب مثل الثلج حين سطعت شمس الحقيقة. وعاد المغاربة يبتلعون "نصرهم" بغصة وبطعم الهزيمة، وبدأوا يتهجمون على المخزن الذي لفق هذه الكذبة التي جعلتهم وجلعت بلدهم يصبح مثل ذليلا أمام الجزائر.


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء