المرأة الصحراوية :الملحفة( دراسة يتبع)


Resultado de imagen de ‫الملحفة الصحراوية‬‎يعتبر لباس المرأة الصحراوية الرئيس هو الملحفة. فكلمة ملحفة مشتقة من "يلتحف" و" لحاف" بمعنى يتغطى، أي إنها لباس يراد به ستر الجسم كله. حين نبحث عن مصدرها قد تتشعب بنا المسالك: الملحفة توجد في موريتانيا، توجد في الهند، توجد في السودان، توجد في الصومال، توجد عند الطوارق، وبالتالي هي لباس غير مختصر على بيئة معنية. إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن تتم ملاحظته هو الاختلاف في لبس الملحفة من مكان إلى آخر من التي ذكرنا وأنواع القماش المستعملة.  
والملحفة في شكلها الصحراوي يمكن أن توصف انها نوع من الحجاب الإسلامي. صحيح هي لا تشبه الحجاب الذي يغطي جسم المرأة كله والذي يجب إن تتوفر فيه صفتان: لا يصف ولا يشف؛ أي لا يترك المفاتن متشكلة من خلاله ولا يجلها ظاهرة. إن الملحفة يمكن أن تكون لباسا إسلاميا وتقوم بدور الحجاب؛ فهي فضفاضة، أي أنها فعلا تمنع من أن "تصف" ولا تترك المفاتن متشكلة؛ وهي أيضا لا "تشف" لأنه يجب إن يلبس تحتها قميص أو ما يسمى "برمباية" ( جبة تصل إلى ا فوق القدمين). وأكثر من ذلك أنها في القديم كانت لا تلبس إلا مع الإزار وهو قماش أبيض أو ازرق تلف به المرأة منتصف جسمها الأسفل.
وبالإضافة إلى إن الملحفة يمكن أن تحل محل الحجاب أو هي نوع منه إلا أنها لها ميزة أخرى: هي لباس له جماليات معينة تليق بالأنثى. في القديم كانت الملاحف تصنع من قماش ذو لون نيلي داكن جذاب وتلبس مرفقة بالإزار الأبيض. إن مزج اللون النيلي مع اللون الأبيض يخلق نوع من التنافر اللوني الباهر الذي يجذب العين إلى النظر إليه. والمحفة القديمة ( ملحفة النيلة) ليست ذات لون اسود مثلما توصف بذلك حديثا؛ هي ملحفة نيلية ويسميها الصحراويون "ملحفة النيلة"؛ أي ذات لون نيلي، وهو لون موجود ضمن الألوان السبعة المصنفة ويأتي ترتيبه بين الأزرق والبنفسجي. ولم يكن الصحراويون يقولون إن " امرأة لابسة ملحفة كحلة"، لكن كانوا يقولون " امرأة لابسة ملحفة من النيلة". إن للباس ذي اللون النيلي هو لباس جمالي عكس اللباس الأسود الذي يرمز للحداد والحزن.
ومن جماليات اللون النيلي أنه حين يحتك بالبشرة يصبغها بلون خفيف ويجعلها جذابة. وبالإضافة إلى التناسق الذي يحدثه التضاد بين المحلفة ولإزار فإن هذا النوع من اللباس النسائي ذي اللونين الأبيض والنيلي هو لباس مهم في البيئة الصحراوية: فهو يقي من الحرارة في الصيف( النيلي يقي البشرة والأبيض يعكس الحرارة) ويقي من البرد في الشتاء.                         
 في تاريخ ما لا حق اختفت أو غابت ملحفة النيلة والإزار وانحصر ظهورهما على المناسبات والأعراس فقط. ورغم اختفاء ملحفة النيلة من الشارع إلا أنه من النادر إن لا تجد امرأة صحراوية لا تخفي مع ملاحفها الكثيرة الألوان والأشكال ملحفة من النيلة للمناسبات. إن الملحفة والإزار والضفيرة أصبحت الآن ملابس فلكلور وتراث، لا تظهر إلا في المنسبات التقليدية رغم دلالاتها الدينية وجمالياتها.   


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء