كنا دائما، نحن الرجال، نفكر ومقتنعين أن
الدور الذي لعبته المرأة الصحراوية في حرب التحرير الوطنية الطويلة لم تلعبه أية
امرأة على مر التاريخ. فالحقيقة التي تطل برأسها من بين تكومات الانجازات الكبيرة
التي حققها الصحراويون على الميدان تقول، وبالارقام، أن المرأة الصحراوية حملت على
اكتافها عبء بناء وتسيير الدولة الصحراوية من أصغر تفاصيلها إلى اكبرها؛ اي من
المكنسة إلى الطبشور إلى الحقنة إلى الاجور إلى الادارة إلى البندقية. في سنوات
القتال الاولى كنا ونحن صغارا نقول لأي رجل يتواجد في المخيم، خاصة مسؤؤوله:
" المخيم للنساء والنواحي للرجال."

هذا الخلل في جعل مسؤولية الدوائر وامانات
الفروع في الدوائر توؤل دائما للرجل يرجع إلى سببين أو ثلاثة: الأول أن النساء لم
يخرجن، سلميا، في وقفات في يوم ما أمام مقر الدوائر في كل الولايات في نفس الساعة
للمطالبة أن يتم سن قانون يعطي رئاسة الدوائر لهن.
السبب الثاني أن الرجل والتنظيم الاداري
والسياسي عندنا، فقدا الاحساس بالرجولة والشهامة وتم تناسي أن "المخيم للنساء
والنواحي للرجال". فلو أن الرجال مدعومين بالتنظيم السياسي عندنا تخلوا، تطوعا
وشهامة، عن الترشح لرئاسة الدوائر، وعزفوا عن ذلك، وسنوا قانونا يسمح فقط للنساء
بتروؤس الدوائر لكنا خرجنا من هذا الجدل مرفوعي الرؤوس.
الآن، خاصة منذ نهاية الحرب، يبدو أن النساء
خسرن معركة أن يصبح مسؤول الدائرة الاول امرأة بسبب أنهن لم يبادرن، ولم تبادر
كوادرهن إلى النضال المتواصل من أجل الوضول إلى ذلك الهدف. فأمام فقدان بعض الرجال
للشهامة وأمام تمسك التنظيم عندنا، خطأ، بإعطاء مسؤلية الدوائر للرجال ساهمت كوادر
النساء وطليعتهن المعروفة دائما على الساحة بالتقاعس عن فرض ذلك الأمر الذي يجب أن
يكون واقعا. فالكوادرالنسائية- بالمناسبة كلمة كوادر لا اظن انها عربية- من النساء
اكتفين بتقلد مسؤوليات فردية لهن فقط، ونسين القاعدة النسائية التي كانت تستطيع أن
تحصل على الكثير من المكاسب على مستوى التسيير وتقلد المسؤوليات.
في هذا الظرف يبدو لي أن المعركة أصبحت
خاسرة. فالرجال، بعد نهاية الحرب، عادوا من النواحي وتخندقوا في محلاتهم في
المخيم، وانتهى شعار: المخيم للنساء والنواحي للرجال." اي أنهم أصبحوا أكثر
مزاحمة، ويتحججون أنهم أصبحوا يشكلون نسبة معتبرة في المخيم. لكن إذا كانت معركة
أن تستحوذ النساء على مسؤوليات الدوائر وامانات الفروع، معا، قد أصبح نجاحها غير
مضمون، فإنه يجب الاسراع إلى فرض تقاسم تلك السلطة في الدائرة. فكما نعرف أن في كل
دائرة هناك سلطتين: تقنية(رئيس الدائرة) وسياسية( امين الفرع). فعلى الأقل لا زال
هناك ما فيه الكفاية من الوقت كي تفرض النساء، بقانون، أن تكون إحدى السلطتين في
الدوائر من نصيب النساء، وهنا يقع العبء على الكوادر النسائية.
Blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء