في رحاب المؤتمر(III): أزمة الأشخاص

 
نواصل نقاشنا المكتوب عن المؤتمر الذي ننظر إليه وننتظره. في الحقيقة نعيش أزمة كبيرة على مستوى القيادات/ الأشخاص، وهي الأزمة التي يعتقد البعض أنها هي سبب كل
مشاكلنا الداخلية، وهي سبب التذمر العام. هذه الأزمة لها أكثر من سبب وأكثر من وجه، لكن سببها الأول هو، لداع  اعتباطي، أننا غير واعيين تماما أن الذين يسنون القوانيين والدستور يجب أن يكونوا منفصلين عن السلطة ولا ينتمون إليها ولا يدورون في فلكها. عندنا، وهذا خطأ فادح، الذين يسنون القوانيين هم دائما من الرجال الأقوياء في السلطة، ويسنونها، ربما، - ان بعض الظن إثم- تبعا لتكتيك يضمن لهم البقاء في السلطة. فحين يكون منظرو الحركة الذين يسنون قوانينها ودستورها هم جزء من المنظومة البشرية القائدة يتم التلاعب بالقوانين والاجراءات، ويصبح المشروع الوطني العام اسيرا لتفكير محدود غايته تعزيز التواجد في السلطة.  في النظريات الديمقراطية أن من يبقى في السلطة أكثر من عشر سنوات- مع هامش خمسة عشر سنة- يفقد الشرعية سواء وصل إلى السلطة عن طريق الإنتخابات أو التعيين. السبب الثاني الذي خلق أزمة قيادات/ زعامات هو الخوف والتخوف. في حالتنا نحن بقينا أسرى لسيطرة قوة خوف كبيرة تقبض علينا منذ البداية إلى الآن. هذا الخوف يمكن أن يكون راجعا الى طبيعة المجتمع الذي لم يجرب من قبل العيش تحت سلطة الافراد. هناك نوعان من الخوف على المشروع الوطني؛ لأول هو خوف عامة الشعب من التغيير البشرى، وهو خوف يصل إلى حد الفوبيا. مثلا حين أستشهد الولي سنة 1976م ظنت العامة أن القضية ستنهزم، لكن استمرت القضية ونجحت وحققت الكثير من الانتصارات. حين أستشهد محمد عبد العزيز تخوف الناس، لكن القضية استمرت بنفس الريتم. التغيير البشرى في السلطة لا يغير من اتجاه  القضايا الكبيرة والمشاريع الصلبة؛ بالعكس قد يكون مفيدا لها كثيرا. الخوف الثاني هو أن القيادات التي استمرت عندنا في السلطة إلى اليوم أصبح يسيطر عليها عامل الوهم النفسي. تعتقد أنها اذا تركت المشروع الوطني سيحتل مكانها أشخاص يفرطون في هذا المشروع ويسلمونه للعدو. لعبت دعاية هذا العامل دورا مهما في زرع هذا الخوف/ التخوف في النفوس. العامل الثالث هو أن هناك تخوف من أن اي قائد أو مسؤول وصل إلى المسؤولية عندنا، في حالة أن تتم محاكمته أو حتى ابعاده أو محاسبته، سيلتحق بالعدو أو يتمرد" ينفكع ".
بالتالى فإن الذين بقوا في السلطة ساعدهم تشريع الهيئات لهم وساعدتهم خشية الناس وتطيرها وتخوفها  من التغيير البشري.
المقال القادم: أزمة قوانين
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء