هل وصلت هرولة المغرب إلى نهايتها؟

في سنة 1975م ارتكب المغرب أكبر خطأ في تاريخه؛
خطأ سيندم عليه الى يوم القيامة، والمشكلة انه خطأ متعمد لا يمكن جبره ابدا بالتقادم .الخطأ كان هو غزو الصحراء الغربية بالقوة والابادة ضد ارادة شعبها، وضد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة وضد كل الشرائع السماوية. والمشكلة أن الاستراتيجية التي انتهج كانت غبية  منذ بداية الصراع لعدم دراسته للشعب الصحراوي، ولاعتقاده انه اذا نجح في اركاع الشعب المغربي سينجح، ايضا، في اركاع الشعب الصحراوي. لقد اعتمد المغربية في استراتيجيته الغبية على محورين: الأول أنه كان يتصور أنه سيلوي ذراع واحد من أقوى واعصى وأشجع شعوب الأرض تاريخيا وهو الشعب الصحراوي؛ والثاني اعتمد على الهرولة والهروب إلى الأمام ظنا منه أن " الهربة تسلك"، وأنه بفضل عامل الوقت سيقضي على الشعب الصحراوي. بعد 45 سنة من الهروب إلى الأمام، ومن الجري في الدروب الوعرة المتشعبة يبدو أن الشعب الصحراوي، وبدل أن يفنى، زاد وتكاثر وتقوى، وبالمقابل أصبح المغرب قريبا من آخر النفق الذي اوصله اليه هروبه الى الامام.
كرونولوجيا المحطات التي استغلها المغرب كي يهرب إلى الأمام:
  • تحويل ملف قضية الصحراء من الأمم المتحدة إلى منظمة الوحدة الأفريقية منذ سنة 1976م إلى سنة 1979م.
  • محاولة إلصاق بالبوليساريو صفة الشيوعية والتابعة للاتحاد السوفياتي، ونصب هو نفسه أنه المدافع عن الرأسمالية في المنطقة فوقف الغرب معه بحماس.
  • التطبيل للاستفتاء من سنة 1980م الى سنة 1984م.
  • الخروج من منظمة الوحدة الإفريقية ورفض الاستفتاء.
  • لكسب دعم إسرائيل والولايات المتحدة له في قضية الصحراء الغربية ركب المغرب  على ظهر الشعب الفلسطيني وخانه، وكان هو عرَّاب التطبيع بين الإسرائيليين والمصريين بالقيام بالوساطة.
  • بناء الأحزمة الدفاعية في الصحراء الغربية.
  • محاولة فتح مفاوضات سرية مع الجزائر بوساطة سعودية، ظهر بعد ذلك أنها كانت مفاوضات مخادعة.
  • فتح الحدود مع الجزائر لإدخال السلاح والأموال إلى الداخل كي يبدأ الإرهاب يضرب بقوة في الجزائر.
  • لكسب دعم الغرب في قضية الصحراء الغربية ركب المغرب موجة انه هو السد الوحيد الذي سيمنع المد الإسلامي من الوصول الى الغرب.
  • بعد كسر الموجة الاسلامية ركب المغرب موجة الوقوف في وجه الارهاب، وبدأ يعرض نفسه أنه هو حامي أوروبا من هذه الآفة.
  • فتح الأبواب  للولايات المتحدة الأمريكية كي تستعمل المغرب كسجون سرية ومطارات وموانئ في حربي العراق وأفغانستان.
  • خداع الأمم المتحدة والعالم بقبول الاستفتاء ثم إفراغه من محتواه، والهروب إلى الأمام في مسلسل فارغ من المفاوضات العبثية التي وصلت الى نهايتها.
  • تقديم الحكم الذاتي " كحل" اعرج بلا نتيجة.
الان وصل كل هذا إلى نهايته: الشيوعية لم تعد موجودة، منظمة الوحدة الإفريقية لن تعالج القضية الا في اطار الامم المتحدة، الوساطة في الصراع العربي الإسرائيلي انتهت، المفاوضات السرية مع الجزائر لن تُجرب من جديد، المد الإسلامي انتهى، الارهاب انتهى، فشل ضرب الجزائر من الداخل، المفاوضات مع البوليساريو انتهت أو هي على وشك النهاية، قصة المبعوث الشخصي انتهت بسبب رفض المرشحين للمنصب.
إذن، نحن أمام سيناريو واحد لا ثاني له:  أن المغرب يرفع الراية البيضاء ويعلن تعنته بعد أن وصلت هرولته وتملصه الى نهايتها، ويعلن للأمم المتحدة، علنا، انه بلد عاصي للقانون الدولي. هذا السيناريو سيجعل الصحراويون يلتفتون إلى الأمم المتحدة يطلبون منها مغادرة الإقليم، وما سيتبع ذلك هو معروف مسبقا
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه






يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء