قرار مجلس الأمن وبصمة الأمين العام

قرار مجلس الأمن الاخير يوم 30 أكتوبر 2019م
الخاص بالصحراء الغربية ظهرت عليه وتحت كل الأضواء بصمة ورسمة وحجامة وتوقيع الامين العام للامم المتحدة بأصابعه العشرة. ان
مشكلة الأمين العام للأمم المتحدة الحالي، الاشتراكي، الأوروبي انه يفهم المرحلة الفاصلة التي تمر منها قضية الصحراء الغربية، ويعرف انها حرجة،  لكن لازال يحاول إطالة عمر المرحلة السابقة التي تميزت بالمسرحيات الهزلية المغربية، وباللف والدوران وبمحاولة جعل ذنب الكلب يبدو مستقيما. مرحلة تميزت بالتخبط في الحبال والوقوع في اشراك الاحتلال، لكن الآن وصلنا الى نهاية الكوميديا وتم إشعال الضوء وبان كل شيء: إما الذهاب، بجد وبدون لف ولا دوران، الى عمق القضية وهو تقرير المصير وتصفية الاستعمار او يتم نفض اليد من عجين عملية السلام برمتها، ورفض تقارير الأمين العام للأمم المتحدة وتقارير مجلس الأمن لانها أصبحت خارج الموضوع، مميعة، غير منسجمة مع المرحلة التي تمر منها  القضية. فكل ما يقوم به الأمين العام من توصيات بائسة لمجلس الأمن وحثه على المصادقة عليها وتحريضه للدول الكبيرة تصب في تكتيك الإحتلال.
بعد أن كتبنا في مقال سابق حول التقرير الأخير للأمين العام للأمم الذي وصفناه بانه كان فارغا و متواطئا مع تكتيك الاحتلال، يبدو ان الطرف الصحراوي، ممثلا في جبهة البوليساريو، قد أحس هو الآخر بنفس القلق الذي يحسه المواطن الصحراوي العادي، وكتب الى الأمين العام والى مجلس الأمن، واحتج على تصرفه وأشعره ان تقاريره وقراراته هي هراء وغير كافٍية وناقصة ولم تضع مجلس الأمن في الصورة الحقيقية للوضع في الصحراء الغربية، وأن البوليساريو لن تقبل بالتواطؤ مع  مماطلات المغرب. في اللغة الدبلوماسية البسيطة، ملاحظات الطرف الصحراوي الموجهة للأمين العام ومجلس الأمن هي إدانة للتقرير وللقرار الصادر يوم 30 اكتوبر، وهي ورفض دبلوماسي مبطن له. خطوة البوليساريو جيدة، لكن تبقى الخطوة الأهم وهي عدم التعاطي، من الآن فصاعدا، مع أي تقرير لا يصب في صلب القضية وهو تقرير المصير وتصفية الاستعمار.
ورغم ان علامات الفشل بادية منذ سنوات على بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية إلا ان الأمين العام الحالي يمكن ان يكون من يرفع الراية البيضاء. فإما ان يتصرف وفق منطق القضية أو يضع نفسه في خانة الفشل من تلقاء نفسه. لقد انتهت كل الأساليب العوجاء، وكل الخطط وكل المؤامرات، وأصبحت القضية في مفترق الطرق: الوصول الى تقرير المصير أو تعلن الأمم المتحدة عن الفشل.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء