شكرا موريشيوس


من عاداتنا السيئة جدا والتاريخية اننا لا نهتم باصدقائنا ولا بالذين ناصرونا بعصر  عرق جباههم، ولا نشكر الذين جذبوا معنا الحبل حتى انتصرنا. كثيرون في هذا العالم وقفوا معنا، سواء كانوا شخصيات أو جمعيات أو دول، وفعلوا ذلك دون مقابل، وربما تحملوا الضغط والكبس والعصر، لكنهم ساروا رافعين رؤوسهم حتى النهاية. الذين وقفوا معنا لم يفعلوا ذلك مقابل دعم ولا مال ولا قايضوا مواقفهم بمواقف لنا، لكنهم فعلوا ذلك دفاعا عن الحق والكرامة. ان أضعف الايمان هو ان نبعث لهم رسائل شكر حارة ونستدعيهم ونُظهر لهم اننا لا ننسى الجميل. ما فعلته جمهورية موريشيوس بانسحابها من العاب إفريقيا في العيون المحتلة زرع الكثير من الفخر في نفوسنا. فجمهورية موريشيوس بعيدة عنا ولا تفهم لغتنا، وتوجد في المحيط في اقصى الاقاصي، وعلى الاقل نحتفي بها ونتصل بسفارتها في الجزائر او في إسبانيا او في اي مكان اخر. هناك مواقف صغيرة لا تكلف ثمنا ماديا، ولا تكلف مجهودا، لكن تأثيرها المعنوي على المتلقي كبير جدا. فاتصال او رسالة او زيارة هي مهمة جدا وأهم بكثير مما نعتقد. شكرا جمهورية موريشيوس لانك بقرارك الانسحاب من العيون المحتلة فقد سلطت الضوء على مسرحية المغرب وكل الذين تامروا معه ورقصوا رقصه، خاصة مسؤول الرياضة الافريقية ومسؤول الاتحاد الموريتاني لكرة القدم الذي سقط في الوحل، وأظهر خساسته وعكسَ العقدة التي تلاحقه من الصحراويين. موريشيوس بقرارها الانسحاب لم تعد جزيرة ولا دولة صغيرة، لكن أصبحت قارة وأصبحت عظيمة عظمة القرار الذي اتخذته.
من صفحة السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء