فريق بايدن سيواجهه إحراج كبير في قضية الصحراء الغربية

 



في البداية لا بد أن نشير إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة قد تواجه إحراجا كبيرا في تعاملها مع قضية الصحراء الغربية. نشير أيضا إلى أنه، شئنا أم أبينا، من سوء حظ إدارة بايدن أنها وصلت إلى البيت الأبيض في وقت أصبحت فيه قضية الصحراء الغربية على حافة العودة إلى الحرب. فخلال حكم الديمقراطيين في البيت الأبيض، خاصة كلينتون واوباما، كان يتم الحديث عن المفاوضات والمينورسو والمبعوث الشخصي، والحكم الذاتي ومخطط بيكر والاستفتاء، لكن كل هذا الآن أصبح رمادا وفشل وتم طيه تماما. هذا يطرح سؤالا حاسما هو كيف ستواجه ادارة بايدن هذه الأزمة التي تعيش الآن توترا خطيرا ولا يفصلها عن الصدام ما عدا طلقة واحدة؟ 

فإذا قمنا بتحليل ما قامت به إدارتا كلينتون واوباما الديمقراطيتان في تعاملهما مع القضية الصحراوية، نجد أنه كان نوعا من تضييع الوقت والرقص هنا وهناك والقفز فوق الحبل، وخرجتا من البيت الأبيض دون يتلقيا لا الشكر ولا النقد.

الآن يأتي بايدن، ورغم إنه ذكي إلا أن جماعة اوباما هي التي يبدو انها تحيط به من كل مكان. فاوباما نفسه قد يكون من الشخصيات القوية في إدارة بايدن، وسوزان رايس قد يتم تكليفها أيضا بملف حساس. كما نعلم تتبع قضية الصحراء الغربية في الإدارة الأمريكية لكتابة الدولة للامن القومي وبدرجة ثانية لكتابة الدولة للخارجية، ومن المرجح أن يكون اوباما ورايس هما من يسيطر على هذين الملفين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. فسوزان رايس كانت مكلفة بكتابة الدولة للامن القومي في عهد اوباما، كما كانت سفيرة في الأمم المتحدة وهي التي اقترحت سنة 2013م مشروع قرار أن تراقب المينورصو حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وهي التي تراجعت عنه، أيضا، في اخر لحظة، وتعرف القضية الصحراوية أكثر من أي أمريكي آخر والتقت مع الراحل محمد عبد العزيز.

إذن، إدارة بايدن جاءت في وقت فشلت فيه الأمم المتحدة تماما وأصبح الطرفان، الصحراوي والمغربي، ينظر كل منهما للآخر ولا يفصلهما ما عدا جدار الذل المغربي، وكل منهما يضع أصبعه على الزناد.

ففي حالة أن تسند الوظائف الحساسة في إدارة بايدن لجماعة اوباما، خاصة أن عناصرها لازالت شابة ومتمرسة، قد نصاب ببعض الإحباط لانها إدارة ستظل تلف وتدور حتى تخرج من البيت الأبيض دون نتيجة. الخشية الأخرى هي أن تنضم، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، هيلاري كلينتون الى الفريق.

يبقى بايدن هو الذي في يده المفتاح. لا نعرف في الحقيقة توجهه، ولا نعرف هل سيتم احراجه ام لا وهل سيكون حاسما في تعامله القضية الصحراوية التي تتجه نحو الصدام. في الحقيقة المغرب يبدو أنه متخوف بعض الشيء ولم يسارع إلى تهنئة بايدن، كما أنه بالرجوع إلى تصريحات سابقة لبايدن نفسه، نجد أنه يثني على المغرب، وإنه في قلوب الأمريكيين وانه هو بوابة أمريكا نحو إفريقيا.

كل هذا يمكن اختصاره في شيء واحد، وهو أنه على  الصحراويين أن  لا يخافوا من اية إدارة مهما كان اسمها او لونها، وأن ولا يفرحوا لأية إدارة،  وأن يواصلوا كفاحهم.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء