أنبوب الغاز وكابل الكهرباء



أول شعب في العالم وفي التاريخ يتم تنويمه بالكذب الكبير هو الشعب المغربي، ويبدو أنه كلما كانت الكذبة كبيرة كان فرح الشعب المغربي بها أكبر، وكانت غبطته أعظم. بدل أن تتم مفاجأة هذا الشعب بانتصارات عظيمة يفاجئه المخزن بكذبة كبيرة، فيفرح ويخرج إلى الشارع ينادي بحياة الملك، لكن سرعان ما تتلاشى الكذبة ويظهر أنها مجرد سراب وأنها خدعة من حجم XXL. بعد غزو الصحراء الغربية، وبالضبط في فبراير 1977م، أعلن الحسن الثاني أن المغرب سيصبح قوة بترولية وغازية، لكن تلك كانت كذبة كبيرة. هذه الكذبة كررها ابنه محمد السادس مرارا. كذب عليهم  وقال لهم إنه أكتشف  البترول سنة 2000م، والغاز سنة 2007م، وأنه اكتشف البترول في بحر بجدور سنة 2013م. بعد كل كذبة كان المغاربة يخرجون إلى الشارع يحتفلون، وتكتب الصحافة ثم لا يلبثون أن يكتشفوا انها مجرد كذبة فيطالبون بكذبة جديدة أكبر من الماضية. تتذكرون الحفلات التي نظمها الشعب المغربي احتفالا بأنبوب الغاز القادم من نيجيريا، وكيف تم اعتبار ذلك الأنبوب مثل النصر المؤزر، لكن في الأخير ظهر أنه مجرد كذبة لا حدود لها، وأن نيجيريا كانت تضحك من غباء المخزن. الآن بعد فشل كذبة أنبوب الغاز من نيجيريا، أعلن المخزن عن كذبة جديدة أخطر وأكبر من كذبة أنبوب الغاز من نيجيريا. الكذبة الآن تتعلق بتزويد المغرب لبريطانيا بالكهرباء عن طريق مد كابل من المغرب إلى بريطانيا، مقابل أن تمد بريطانيا المغرب بالغاز والبترول. هل يعقل أن يزود المغرب بريطانيا بالكهرباء عن طريق مد كابل عبر البحر؟ المشكلة أن كذبة الكابل الكهربائي هي مثل كذبة أنبوب الغاز من نيجيريا: كلاهما كذبة كبيرة؛ الانبوب يحمل الغاز والكابل الكهرباء؛ واحد يمتد عبر الصحراء والآخر عبر البحر؛ كلاهما يمر بمسافات خيالية تتخطى آلاف الكيلومترات؛ الأنبوب انتهى إلى الفشل والكابل سيحدث له نفس الشيء.  غدا أو بعد غد سيخرج الشعب المغربي للاحتفال بالكابل وينسى الاحتفال بالأنبوب. النتيجة أن الشعب المغربي لا يعيش الا على الكذب، وكلما كانت الكذبة كبيرة تكون الفرحة أكبر. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء