أنبوب غاز قادم من القمر إلى الرباط

 


المغرب أصبح بلدا مصدرا للغاز، وشارك في مؤتمر الدول المنتجة للغاز في قطر. هذا ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي المغربية، وتناقلته بسخرية مرة. وامعانا في السخرية، يتحدث المغاربة حتى عن عزم الحكومة المغربية مد أنبوب للغاز من القمر إلى الرباط ليصبح المغرب أول بلد في العالم يجلب الغاز من الفضاء، وسيتم تصديره إلى إفريقيا. هل تتذكرون أقمار محمد السادس التي نصبها في الفضاء للسيطرة على مراقبة منطقة شمال غرب إفريقيا؟ تلك الأقمار لم تعد مهمتها مراقبة منطقة شمال غرب إفريقيا؛ إنها مكلفة الآن بمد أنبوب الغاز من القمر إلى الرباط، ووصل تقدم الأشغال نسبة 95 بالمئة. أنبوب الغاز القادم من الفضاء ستستفيد منه الدول الإفريقية التي فتحت قنصليات في الصحراء الغربية المحتلة؛ يعني أنبوب الغاز الذي كان سيصل إلى المغرب من نيجيريا سيتم مده بطريقة عكسية: من القمر الى المغرب ومنه إفريقيا. هل تتذكرون أنبوب الغاز القادم من نيجيريا نحو المغرب، والذي وصلت الأشغال فيه نسبة 95 بالمئة؟ أقنع الإعلام المخزني الشعب المغربي أن الأنبوب وصل، وأن البيوت، كلها، سيتم توصيلها بالغاز. الآن تحولت القصة نحو حكاية أنبوب غاز قادم من القمر.

بعد قَطع الغاز الجزائري عن المغرب، تحول بلد المخزن إلى بلد مُصدر ومنتج للغاز. كل المدن المغربية تم اكتشاف فيها الغاز والبترول، وأصبحت حقول تندرارة والناظور وخريبكة العرائش حقول عالمية تضاهي حقول قطر وروسيا، وسيتم تصدير الغاز إلى بريطانيا بواسطة أنابيب عملاقة. تم استدعاء كبريات الشركات العالمية للتنقيب عن الغاز، وتم اكتشافه، وبدأ الضخ عبر الأنبوب الجزائري الذي توقف، وتحدث المخزن عن انتصار على الجزائر لإنه استفاد من  الأنبوب كحصان طروادة. لكن بسرعة، انعكست الدعاية إلى اتجاه آخر. قيل أن المغرب سيستفيد من الأنبوب الجزائري المتوقف بضخ الغاز فيه بطريقة عكسية من إسبانيا. يعني، المغرب سيشتري الغاز من قطر مثلا، وينقله إلى إسبانيا لتتم معالجته وضخه للمغرب عبر الأنبوب. في هذه الحالة سيصبح ثمنه سبعة اضعاف ثمنه العادي. تصبحون على غاز أيها المغاربة. لكن هذه القصة كانت مجرد حكاية مخزنية خيالية ككل تلك القصص التي ينام عليها الشعب المغربي ويصحو. في اليوم الموالي، بدأ الترويج أن شركات إسرائيلية ستبدأ التنقيب عن الغاز في المغرب، وأن الأمر تم حسمه، لأن إسرائيل تستطيع جذب الغاز الجزائري من حاسي الرمل من تحت الأرض ليصبح في متناول المخزن. وننتظر الحكاية القادمة حول الغاز من المريخ. 

االمقال القادم: كذبة القبة الحديدية والتسليح

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء