موريتانيا تلوي أنف المخزن

 


منذ قبل استقلالها، ظل المغرب يتعامل مع موريتانيا أنها أرض مغربية، وكان دائما عدوانيا وشريرا اتجاهها، وكان ينتقد أية خطوة أو عمل سيادي تقوم به موريتانيا إذا كان يخالف توجهه. فإذا زار، مثلا، رئيسها دولة غير صديقة للمغرب يهاجمونه ويكيلون إليه الاتهامات ويسبونه ويشتمونه بدون حياء، ويتهمونه بالعداوة للمغرب،  وإذا عقدت صفقة مع دولة أخرى تتم مهاجمتها وتكسير الصحون والكؤوس على رأسها . لكن الآن يبدو أن التكتيك تغير، والقط المغربي ارخى ذيله وابتلع أنيابه ولم ينبس ب" ميو" واحدة. سبب تغير التكتيك المخزني هو أن موريتانيا وجدت نفسها في واقع معقد جدا، لكن عرفت كيف تتعامل معه. وجدت هذه الدولة وشعبها نفسها أمام عدة مخططات خبيثة، لكن افشلتها. نذكر كنموذج المخططين التاليين:

المخطط الأول 

منذ طبّع المغرب مع إسرائيل، وجاء بها هي والإمارات الشريرة الى المنطقة، تم وضع موريتانيا تحت المجهر كدولة مهمة جغرافياً يمكن الاعتماد عليها لتطبّع ولينجح مشروع ثلاثي الشر المذكور في المنطقة، وتم النظر إليها أنها ستسقط أمام إغراءات المال الاماراتي والمشاريع الإسرائيلية، وستطبق الشرط وهو التطبيع، وستطبّع بدون تفكير وتمضي مغمضة العينين، فهي بلد فقير وبعيد، واعتقد المغرب وإسرائيل والإمارات أن تدفق الأموال ورسم المشاريع في البر والبحر سيجعل موريتانيا تنهار أمام مخطط التطبيع. هؤلاء الذين فكروا هذا التفكير لم يضعوا في حساباتهم أن الشعب الموريتاني حساس للقضايا العربية والإسلامية، وأن أي حديث عن التطبيع في موريتانيا معناه أن الشعب الموريتاني سيحرق العالم. إذن، الشعب الموريتاني الواعي أفشل مخطط التطبيع، واوقف المخطط الإسرائيلي المغربي الاماراتي الخبيث. 

المخطط الثاني 

المخطط الثاني الذي أفشله-الى حد الآن- الشعب الموريتاني هو ما يسمى بمشروع الأطلسي المغربي الإسرائيلي الاماراتي. أول دولة تم استدعاؤها إلى هذا المخطط هي موريتانيا، ثم مالي ثم النيجر، لكن موريتانيا رفضت حضور هذا الاجتماع والانخراط في هذه الخدعة لإن إسرائيل حاضرة في الاجتماع وفي المشروع وخلف الستائر، ولازالت تحلم أن تضغط على موريتانيا وتغريها، والدول التي تم استدعاؤها للمشاركة في مشروع الأطلسي سيتم طلب منها أن تقبل بالطبيعة مع إسرائيل.

ورغم أن الشعب الموريتاني رفض أي تعامل مع المغرب وإسرائيل إلا أن المغرب لم يتصرف مع موريتانيا بعنجهية مثلما كان يفعل في الماضي. لم يهاجمه ولم يسبها أو يقلل من قيمتها مثلما كان يفعل سابقا؛ بالعكس، بدأ يتقرب منها ويلاينها ويتودد إليها. فمثلا حين زار الرئيس الموريتاني تندوف ودشن الطريق الاقتصادي الذي يناوي الطريق المغربي، لم ينبس المخزن ببنت شفة وابتلع لسانه وريقه، وحين ضاعفت موريتانيا من الضرائب على الشاحنات المغربية لم يتكلم المخزن. 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء