تأملات في محرقة غزة: الأمم المتحدة إلى قمامة التاريخ(2)

 


بعد محرقة غزة وشي الاطفال وحرقهم في شوارع غزة كالطيور منذ أكثر ستة أشهر هل سيبقى العالم كما كان، وستبقى هذه الكذبة أو المسرحية التي تُسمى الأمم المتحدة كما كانت؟ لا أحد يعرف لماذا ستستمر هذه المسرحية البائخة؟ ما حدث في غزة أعاد الإنسانية إلى ما قبل عصور التوحش، وما قبل عصور الحيوانية وعصر قانون الغابة، وأظهر أنه لا يوجد قانون ولا أمم متحدة ولا أي شيء. المحرقة في غزة لم يحدث مثلها من قبل، ولم تشهد لها البشرية ولا الحيوانية أي مثيل في تاريخها الدموي منذ فجر التاريخ، ومع ذلك تستمر الأمم المتحدة بأمينها العام وبمجلس أمنها وبميزانيتها وبجيش موظفيها كأن شئيا لم يحدث؟ الأمم المتحدة لا تمنع دولة قوية أرادت أن تهاجم دولة أخرى، ولا تحل قضية، وقانونها غير مطبق، وقراراتها غير ملزمة، وحق الفيتو ورقة جاهزة للدفاع عن مصالح الكبار، فلماذا وجودها إذن. ما جدوى هذه الفزعة المملوءة بالقش. الغريب أن  زعماء الدول، الذين يذهبون إلى نيورك في رحلة حج سنوي إلى وهم لا وجود له، يعرفون أن الأمم المتحدة لا تعني أي شيء، وهم لا يستفيدون منها أي شيء مهما كان، وليست ضامنا لأمنها ولا لمصالحها. إذن هذه الدول، وهي الأغلبية، تتصرف كالقطيع، ولا واحدة منها تبادر وتقول سأنسحب من الأمم المتحدة لأنها لا دور لها، ولأنها مجرد مسرحية. فمثلا الدول الإفريقية وعددها أكثر من خمسين دولة لا ممثل لها في مجلس الأمن، وامريكا اللاتينية لا ممثل لها في مجلس الأمن، ولو اتخذت دول إفريقيا وامريكا اللاتينية قرارا موحدا بالانسحاب من الأمم المتحدة فهل ستبقى هذه الهيئة/الكذبة قائمة؟ بكل تأكيد لا. إذا اتفقت الصين وروسيا على الخروج من مجلس الأمن سينتهي هذا المجلس مباشرة. أمر غريب هذه المهزلة القائمة منذ سبعين سنة، والتي لا يبدو أن أحدا ينادي بجدية بالانسحاب منها وهي أوهن من بيت العنكبوت.

المقال القادم: معجزة غزة

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء