أندري ازولاي هو مهندس مخطط الحكم الذاتي في الصحراء الغربية



منذ بداية الصراع حول الصحراء الغربية، ظهر ان الولايات المتحدة،
بعد تقاعس الأتحاد السوفياتي، هي القوة العالمية المؤثرة في ذلك الصراع، وأنها هي الوحيدة التي تستطيع ان تفرض على المغرب، لو بطريقة غير مباشرة، ان ينصاع للشرعية الدولية.. لكن من سوء حظ الصحراويين ان القوة – الوايات المتحدة- التي كانت تستطيع ردع المغرب ولا تساعده في غزوه ولا تدعمه او تفرض عليه الرجوع للأمم المتحدة، وقفت إلى جانبه بالدعم السياسي وبالدعم العسكري حتى أخرج رأسه من كل المحن التي وقع فيها. من سوء حظ الصحراويين، أيضا، أن الإدارة الأمريكية التي تفجر الصراع الصحراوي المغربي أثناء وجودها كانت هي إدارة الجمهوريين- الرئيس فورد وكاتب الدولة كيسنجر- المعروفين بذرائيعيتهم وبرغماتيتهم وبتهورهم وبعدم أعترافهم بالقانون أو البروتوكول وحتى عدم أعترافهم بالأمم المتحدة إذا أختلفت مع مصلحتهم.( لن نعود للتاريخ حتى نذكر كل ما فعلت إدارة فورد لصالح المغرب ولتنظيم المسيرة..) ورغم أن الديمقراطيين- جيمي كارتر- أخلف فورد في السلطة إلا انه تعامل بارتباك مع القضية الصحراووية، وكان ادأؤه غير مختلف تماما عن إداء الجمهوريين( لم يستطيع منع بيع السلاح للمغرب وساعده في الأمم المتحدة). بعد جيمي كارتر الضعيف عاد الجمهوريون – ريغن- لمدة ثماني سنوات وجاء بعده بوش الأب لمدة اربع سنوات أخرى؛ يعني ضمن المغرب موقف الولايات المتحدة الأمريكية المؤيد لسياسته التوسعية في الصحراء الغربية لمدة 12 سنة متتالية). من سوء الحظ مرة اخرى ان مخطط السلام جاء حين كان الجمهوري، بوش الاب، رئيسا ولم يفعل أي شيء كي يتم تطبيقه كما كانت تأمل الأمم المتحدة. حين جاء الديمقراطيون- بيل كلينتون- فرضوا على المغرب ما كان يرفضه ولا يرغب فيه: المفاوضات المباشرة مع البويساريو، الرجوع إلى مخطط السلام. لكن تلك المفاوضات لم تكلل بالنجاح بسبب ان الجمهوريين عادوا للسلطة مرة أخرى في سنة 2001م، وهو ما فرض على بيكر- رغم انه جمهوري- أن يتراجع عن الضغط على المغرب، ويقبل في سنة 2001م بمسودة ازولاي للحكم الذاتي تحت اسم مخطط "الأتفاق الإطار" ويتراجع عنها لاحقا ويستبدلها ب" مخطط بيكر" ثم، في الأخير، يقبل بالهزيمة ويستقيل بطلب من بوش..
قبل ان يصل بوش إلى السلطة، اقترح مستشار الملك اليهودي، أندريه أزولاي، على المغرب أن يبدأ بإعداد خطة للحكم الذاتي تحضيرا لتقديمه لإدارة الجمهوريين الجديدة التي كان منتظرا أن تتسلم السلطة بعد بيل كلينتون.. كان أزولاي متأكدا أن الإدارة الأمريكية الجمهورية ستقبل المخطط، وستحاول أن تفرضه على البوليساريو وحليفتها الجزائر وتفرضه في الأمم المتحدة..                     
في الحقيقة، يوجد الكثير من اليهود والصهاينة في القصر الملكي، ويسييرون السياسة المغربية بكل تفاصيلها حسب الطريقة اليهودية القذرة المبنية على التخلص من الخصم بأية طريقة، لكن أشهر هؤلاء اليهود على الإطلاق كان اندريه ازولاي، الذي أوصلته جرأته وجسارته إلى الظهور على المسرح السياسي العلني للمملكة المغربية فأصبح مستشارا خاصا للملك الحسن الثاني دون خجل أو حياء من طرف هذا الأخير، بل أصبح يتباهى بفعله هذا المخزي الجارح للعرب وللفلسطينيين حتى العظم. والواقع أن وصول ازولاي إلى المستشارية في القصر الملكي المغربي أعطى الانطباع للعالم العربي أن المغرب أصبح علنا في بنك الصهاينة، وان السياسة المغربية سيتم التخطيط لها في تل ابيب. فاليهود في التاريخ معروفون بجشعهم ونهمهم للثروة، وهم الذين يقول مثلهم "وطننا هو الذهب والمال". فحسب الكثير من المصادر مثل كتاب, la historia prohibida del sahara español, Ediciones Destino ,Barcelona, October 2002, pagina 22-23P لكاتبه الصحفي الأسباني  Tomas Barbulo فإن اندري ازولاي نظًر إلى الصحراء الغربية ليس من خلال موقعها الاستراتيجي، ولا من خلال الأمم المتحدة، لكن من خلال ثرواتها، فما كان منه، في سنة 2000م، إلا التفكير في مخطط يسمح ببقاء الثروات في يد الغرب واليهود، فأخترع بذلك مخطط الحكم الذاتي الذي يسمح حسب ازولاي " ببقاء الثورات البترولية المفترضة في الصحراء الغربية في يد بلدين يستطيعان توجيه كفة الميزان في استمرار غزو الصحراء الغربية، وهما الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا؛ فالأولى ستقوم بتقليص مطالبة الصحراويين بالاستقلال وجعله في يد المغاربة من خلال حكم ذاتي أسمي وشكلي فقط، أما فرنسا من جانبها فستقوم بإقناع الاتحاد الأوروبي بأن استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية هو مستحيل، وأن الممكن هو قبول " حكم ذاتي محدد" كحل ثالث."
وحسب ما يذهب إليه الكاتب فإن الذي أجَّل الإعلان عن مشروع الحكم الذاتي في سنة 2000م، وعرضه في الأمم المتحدة مثلما حصل بعد ذلك، هو رفض الحكومة الأسبانية للطلب الفرنسي بقبول الحكم الذاتي وإصرارها على الاستفتاء- نضيف وعدم تحمس إدارة الديمقراطيين له أيضا.
ومن جهة أخرى، يبدو إن المشروع المذكور الذي تم الإعلان عنه أخيرا من طرف المغرب، ومحاولة تدويله لم يتم تداوله إلا بعد وصول الاشتراكيين الاسبان إلى السلطة وقبولهم به، ووصول الجمهوريين في أمريكا إلى السلطة أيضا، وهذا يوضح الدور الكبير والخطير الذي تضطلع به أسبانيا كقوة استعمارية، وامريكا كراعية للمغرب في غزوه للصحراء..

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء