بولتون يفجرها
في وجه الأمم المتحدة: المغرب يعرقل ومجلس الأمن يغطي عليه
كما رأينا من
قبل كان جون بلتون، سفير الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، أحد صقور الحزب
الجمهوري، قد فكَّر حين كان سفيرا لبلده في الأمم المتحدة وأكتشف تماطل مجلس الأمن
وعدم قدرته على حل قضية يعتبرها بولتون "بسيطة"، أن الولايات المتحدة
تستطيع أن تتحرك بمفردها وتحل هذه القضية على الطريقة "الأمريكية"، خاصة
أن الظروف مناسبة وبوش الإبن المتهور هو الرئيس والولايات المتحدة كلها تريد ان
يكون الحل عبارة عن حكم ذاتي وتقرير مصير في نفس الوقت.
بتاريخ 14 ابريل 2006م، كتب جون بولتون تقريرا إلى إدارته يقترح فيه تجاوز مجلس
الأمن، وإجراء مفاوضات مباشرة بين المغرب والبوليسايو تحت إشراف الولايات المتحدة
الأمريكية( مذكور سابقا). والذي شجع بولتون كي يمضي في فكرته بحماس هي ان كل
السفراء والدبلوماسيين الأمريكان الذين لهم علاقة بقضية الصحراء- السفارات في
الجزائر والمغرب- أيدوا فكرة مفاوضات خارج إطار الأمم المتحدة تحت إشراف أمريكا..
في الأخير أوعزت إدارة بوش إلى كتابة الدولة الأمريكية أن تتحرك لتحاول جمع
البوليساريو والمغرب في مفاوضات بدون شروط، تحت إشراف الولايات المتحدة.
حسب تقرير للسفير جون بولتون بتاريخ 18 مايو 2006م، فإن فان والسوم المبعوث
الشخصي آنذاك للامين العام التقى معه
بتايخ 8 مايو، بعد التجديد لبعثة المينورصو- ابريل 2006م-، وقال له أن فشل
المجلس في تطبيق توصيات الأمين العام خاصة بعثُ مفاوضات بين الطرفين تجعل مهمته
تصبح محصورة ولم يبق أمامه سوى الاستقالة. وحسب تقرير بولتون المذكور رقم 06usunnewyork1018_a فإن والسوم طلب من بولتون معرفة موقف الولايات المتحدة، ومتى
ستتخذ موقفا صارما وماهي وجهة نظرها مستقبلا حول مهمة المبعوث الشخصي. أجاب بولتون
قائلا إن "ثقافة الجمود" في الصحراء الغربية وأطمئنان الاطراف إلى
الجمود يتطلب أن التغيير سيأتي فقط إذا تم فرضه بواسطة قرار مثل إنهاء مهام
المينورصو. بسبب الأولويات الحالية مثل الشرق الأوسط مثلا فإن الولايات المتحدة
غير جاهزة كي تغيير موقفها من قضية الصحراء الغربية.. نحن ننتظر –يقول بولتون حسب
التقرير- مشروع المغرب للحكم الذاتي الذي قال أنه سيقدمه في ستةأشهر.
ويذهب بولتون في حديثه مع فان والسوم إلى العمق فيقول: إن قدرة المغرب على
الابتزاز،وعدم رضوخه لأية ضغوط عليه، كانت عاملا مهما في اتخاذ قرار تجديد مهمة
المينورصو- ابريل 2006م-. الآن، يقول بولتون، السياسات والقانون الدولي يعملان
جنبا إلى جنب في الصحراء الغربية، والتغيير سيحدث فقط إذا أردنا نحن ذلك.. في سنة
1991م- يقول بولتون- صوَّتنا على المينورصو وفكَّرنا ان كل شيء سينتهي مع نهاية
السنة، لكن المغرب أفشل ذلك. في سنة 1997م كنا سنذهب إلى الاستفتاء، لكن المغرب
أفشل ذلك. في سنة 2004م أعدَّ بيكر مشروعه الثاني، لكن المغاربة أفشلوه.. ويواصل
بولتون قائلا ان الطريق إلى قرار – لتغيير الوضع- هي أقتراح إنهاء مهمة بعثة
المينورصو.. كما تعلم يجب ان ننهي الشيء إذا كان كل واحد يريده، لكن، في نفس
الوقت، لا أحد يستعمله للوصول إلى حل. المينورصو أصبحت مجرد غطاء يوفره مجلس الأمن
للأطراف.. المغرب قال أنه سيعد مشروعه للحكم الذاتي خلال ستة أشهر،(..) لكن يمكن
أن يقول أنه لم ينته بعد، وانه ليس جاهزا.. يقول بولتون، أنا أفضل أن أقول لدافعي
الضرائب الأمريكان اننا لا نستطيع أن نواصل تمويل المينورصو، وأن أفضل طريقة هي
إنهاء مهامها.. في تلك الحالة يمكن أن نقول للصحراويين ان يعودوا للصحراء ويعودوا
للحرب... أنا أعتقد - يقول بولتون لفان والسوم-، أن الصحراويين سيبقون في المخيمات
في الجزائر حتى يمل الجزائريون من توفير دعم مالي لهذا الوهم.
ويواصل بولتون حديثه مع فان والسوم قائلا، إن إنهاء مهمة المينورصو هي
المهماز لوحيد لجعل الوضع يتحرك.
عند هذه النقطة تدخل المستشار باستاغلي ليسأل بولتون، إذا كانت الولايات
المتحدة جادة في إنهاء مهام المينورصو لماذا لا تعلن عن موقفها قدر الإمكان؟
قال له بولتون، أنه هو الوحيد – بولتون- الذي يطالب بإنهاء مهام المينورصو،
لكن فقط بعد 14 سنة من عدم الجدوى. الآن، بدلا من أن تقوم بشيء دراماتيكي، لم تقم
بشيء- هذه هي حال المينورصو-.. في القانون الأنجليزي، السيطرة – على الشيء- تمثل
تسعة من عشرة من القانون.. – في حالة الصحراء- المغرب يسيطر على الأرض والمغاربة
ليس لديهم حافز للتغير- تغيير موقفهم-.. في الحقيقة- الكلام دائما لبولتون- المغاربة
قوضوا دائما أية محاولة لإنهاء مهام المينوصو.. المينورصو هي غطاء الأمان لهم-
المغاربة-." فإذا كان هناك تعمد مغربي لعدم تغيير الموقف، ولا يوجد ضغط سيكون
من الصعب فهْم لماذا يجب أن تواصل الأمم المتحدة في التواجد.. وفي أجابته على سؤال
فان والسوم حول هل تستطيع الولايات المتحدة أن تقوم بضغط قوي في قضية الصحراء
الغربية، وهل تستطيع أن تضغط على المغرب ليقبل الاستفتاء، قال بولتون: هذا يتوقف
على عدة عوامل مثل الديمقراطية في الشرق الأوسط، وعدم رضى الكونغرس عن التجديد
للمينورصو .
على ما يبدو
شكوى فان والسوم لبولتون وطلب مساعدته في قضية الصحراء راجع إلى أنه يكون قد علم
أن بولتون لديه أفكار فيما يخص حل قضية الصحراء مثل جمع الطرفين في مفاوضات بإشراف
الولايات المتحدة..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء