السويد تخالف القاعدة وتقف في وجه فرنسا وحتى المانيا. وبالعودة إلى تاريخ هذا البلد البعيد، البعيد، البعيد جغرافياَ عنا، والذي لم يذق أي أحد من شعبه شاينا ولم يدخل خيامنا، نجد أن تعاطفه معنا ليس وليد مناقشة برلمانه قضية الاعتراف بالدولة الصحراوية التي حدثت مؤخرا، وليست وليدة وقوفه ندا لند في وجه فرنسا حتى يمنع تجديد اتفاق الصيد مع المملكة المغربية العاصية، إنما وقف معنا من البداية.
في الأيام الأولى للغزو المغربي للصحراء الغربية بعث الملك المغربي الحسن الثاني بمجموعة من تجار سفك الدماء إلى العالم الغربي ليروج لاحتلاله. ورغم إن الكثير من الدول آنذاك، بسبب جهلها لحقيقة الصراع أو عن قصد، استقبلت تجار سفك الدماء أولئك. لكن واحد من هؤلاء التجار؛ واحد من غير المحظوظين منهم، المجرم عبد الرحيم بوعبيد، قاده قدره إلى السويد بداية سنة 1976م ليروج للاحتلال. استقبله البرلمان السويدي وحين استمع إلى حديثه طرده. نعم طرده شر طردِ، وحسب بعض المعلومات فإن واحد من الذين قاموا بعملية الطرد هو الشاب رئيس وزراء السويد، اولف بالم والذي، بسبب ذلك الموقف، سيصبح، سنوات فيما بعد، صديقا عزيزا للصحراويين ومدافعا عنهم في كل المحافل.
اليوم يعيد التاريخ في السويد تسطير وتصفيف كلماته من جديد؛ يعود التاريخ لينظر في نفس المرآة التي نظر فيها سنة 1976م. بالمعنى التقليدي للعبارة يعيد التاريخ نفسه.، ويطرد كل من يرسله المغرب ليروج لدعاية أحتلاله للصحراء. في سنة 2012م عاد السويد وطرد عبد الكريم غلاب حين أراد أن يطلب من البرلمان السويدي سجب ملف قضية الأعتراف بالجمهورية الصحراوية..
اليوم، بعد الاجتماع الطارئ للحكومة المغربية، قررت ن تبعث وفدا "رفيع المستوى" إلى استوكهولم كي يحاول أن يمنعها من مناقشة قضية الأعتراف بالجمهورية الصحراوية الذي يبدو أنه الآن جدي رغم تدخل فرنسا لمنع ذلك.. سيعيد التاريخ نفسه وسيتم طرد الوفد المغربي من جديد، ولن يتم الاستماع إليه أبدا.. سيعود بخفي بوعبيد وغلاب من قبله..
ما يقوم به
السويد، البلد البارد الذي نظن أنه ملتف في معطفه في شمال أوروبا ولا يهمه ما يجري
في العالم؛ ما يقوم به اتجاه قضيتنا هو عمل أخلط الصحون والملاعق والكؤوس في مطبخ
القصر الملكي. فدخول قضيتنا إلى كواليس برلمان هذا البلد البارد جوا، والذي يسكنه
شعب دماؤه دافئة، يجعلنا لا نقول كلما غضبنا أن اوروبا كلها تجرها فرنسا من اذنها
وتفعل بها فعل العجان بالعجين.
إنه من
المنطقي والمعقول أن نحاول كمجتمع مدني أن نفتح أي نوع من الأتصال مهما كان نوعه
مع السويد.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء