حين كانت
الولايات المتحدة تطالب المغرب أن يقدم مشروعا للحكم الذاتي، ذا مصداقية، يتقاسم
بموجبه المغرب مع البوليساريو السيادة أو حتى يشركها في إعداد المشروع، وكان يجب
تقديمه في أبريل 2006م، عمد المغرب إلى التلكؤ وخلق
الأعذار بحجة أنه يحتاج ستة أشهر إضافية كي يعد المقترح. منحه مجلس الأمن ستة
أشهر، وكلفت الولايات المتحدة سفيرها بالرباط، توماس ريلي، أن يتابع عن كثب خطوات
المغاربة ويحثهم على الإسراع بتقديم المشروع المذكور، وأن أخر أجل هو كتوبر 2006م.
يوم 6 أكتوبر استدعى السفير الأمريكي ممثل الحكومة\ القصر المغربي الفاسي الفهري
ليسأله أين وصل المشروع، وماذا سيحمل الوفد المغربي الذي سيذهب إلى واشنطن للقاء
كونداليزا رايس.؟ في تقرير للسفير الأمريكي المذكور توماس ريلي، بتاريخ 6 اكتوبر
2006م، والذي يحمل رقم06rabat1874_A يقول السفير:
في إجابته للسفير على أن الوفد المغربي الذي سيتوجه إلى واشنطن يجب أن يحمل
مشروعا حقيقيا- حسب أمريكا المشروع الحقيقي هو يتم فيه تقاسم السيادة مع
البوليساريو أو يتم حتى إشراكها في إعداده-. قال الفاسي الفهري أن المغرب لم
يستطيع تقديم مسودة مكتوبة بسبب وجود الكثير من المشاكل العالقة داخليا، وأن الملك
قد وعد أن يكون المشروع جاهزا في الربيع القادم-
2007م-.
حسب التقرير غضب
السفير الأمريكي من المغرب وقال للفهري ان اللقاء مع كونداليزا رايس قد أصبح في
الأجندة، ولهذا يجب أن يكون اللقاء مُهما ومنتجا. مثلما هو واضح في وساطتنا- يقول
السفير- نحن مستعدون للقيام بدعاية مؤيدة علنية لمشروع حكم ذاتي حقيقي يكون مقبولا
من كل اطياف الصحراويين. إن واشنطن متحفزة لروئة مسودة المشروع في أسرع وقت .
رد الفاسي
الفهري قائلا أن هناك سوء فهم للهدف من الزيارة لواشنطن. إلى حد الآن لا يوجد هناك
مشروع مكتوب.
ورفض الفاسي
أن يفصح عن كل تفاصيل المشروع المغربي، ما عدا أنه يتضمن حكومة محلية ومحاكم محلية
وجباية وتقاسم لعائدات الثروات تماما مثل ما يحدث في الفيدرالية الأمريكية.
غضب السفير
الأمريكي وكتب في توصياته إلى إدارته أن المغرب لم يذكر البوليساريو ولا الاتصال
بها، ولم يذكر ان حكومته ستتصل بها أو تشاورها. إن المغرب - يقول السفير الأمريكي
في توصياته في التقرير المذكور- ليس لديه جديد حول مشروعه للحكم الذاتي، ولن يحمل
وفده إلى واشنطن اي جديد. إننا محبطون من أن المغرب لم يستجيب لمسعانا بالتحاور مع
البوليساريو.
كان شرط
الولايات المتحدة للمغرب كي تدعم مشروعه هو أن يشرك كل الصحراويين في التشاور في
صياغة المشروع الذي يتصورونه على شكل حكم ذاتي – تقرير مصير، لكن المغرب بدلا من
إشراك البوليساريو الحساسة من ذكر كلمة الحكم الذاتي، أشرك الأحزاب المغربية
وأشرك، بصفة خاصة، المجلس الاستشاري ( الكوركاس) كممثل لكل الصحراويين. ( الصورة للسفير الأمريكي توماس ريلي)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء