بعد 67 سنة تقريبا
– منذ سنة 1948م- من الصراع في فلسطين المحتلة تم رفع العلم الفلسطيني بين غابة
الأعلام المزركشة التي ترتفع فوق مبنى الأمم المتحدة الأزرق. إنه أنتصار نظري كبير
او انتصار رمزي يمكن أن يجعل الفلسطينيين يقفون طويلا ينظرون إلى علمهم بألوانه العربية
المتناقضة تحركه الريح فوق مبنى نيورك رغم أن جناحي دولتهم لا زال مقطوعان
وأطرافها لا زالت محتلة.. أرتفع العلم
الفلسطيني لكن لم يُرفع الحصار ولم يتم تحرير الأقصى ولازالت الدولة الفلسطينية
تلحس جراحها وتعد أسراها وجرحاها وتحاول أن تنهض..
حين رأينا نحن
الصحراويين على شاشات التلفاز العلم الفلسطيني يرتفع، تساءلنا، بدورنا، متى يأتي
دور علمنا نحن ليرتفع فوق مبنى الأمم المتحدة.؟ والمشكلة أن العلم الصحراوي والعلم الفلسطيني
متشابهان في الألوان والفرق بينهما هو فقط النجمة والهلال في العلم الصحراوي..
الألوان التي
يتكون منها العلم الفلسطيني والصحراوي هي الألوان العربية التي توجد في أغلب أعلام
البلدان العربية مثل الأردن والعراق والسودان وسوريا، وهي ألوان أتى بها البعثيون في الشام حينما
حلموا ذات يوم بوحدة عربية من المحيط إلى الخليج.. أنتهى ذلك الحلم وتبخرت تلك
الأحلام وبقيت الألوان فقط.
أظن أن من صمم
العلم الصحرواي وجعله مثل العلم اللفسطيني كان يريد أن يربط القضية الصحراوية
بالعالم العربي وبالوحدة العربية، ويجذب بعض التعاطف من جانب البلدان العربية الي
تتعاطف مع القضية الفلسطينية، فأي عربي يرى العلم الصحراوي بألوانه الأربعة سيقول
أن هذه القضية هي قضية عربية بحتة ويجب أن ندعهما، لكن، على ما يبدو، حدث العكس:
كل الدول العربية ما عدا إثنتين أو ثلاثة وقفت ضد القضية الصحراوية وضد ذلك العلم.
وإذا كان العلم
الصحراوي مثل العلم الفسطيني هل أن ذلك كان يعني في عالم الغيب أن القضية
الصحراوية ستصبح، بفعل طول مدة الانتظار والكفاح مثل القضية الفلسطينية.؟ هل يجب
أن ينتظر الصحراويون 67 سنة كي يروا علمهم يرتفع فوق مبنى الأمم المتحدة؟
الآن، بعد رفع
العلم الفلسطيني وأعتراف العالم بالدولة الفلسطينية، وقبول عضويتها في الأمم
المتحدة هي التي لم تحصل على استقلالها كاملا ولازالت تكافح من أجل استعادة باقي أراضيها،
ألا يحفزنا نحن ذلك كي نطالب أن يرتفع علمنا فوق مبنى الأمم المتحدة مثلما حدث مع
العلم الفلسطيني، ويتم قبول دولتنا كعضو في الأمم المتحدة..
نظريا وعلى
الأرض الوضعان متشابهان: أستعمار طويل يفرض نفسه بالقوة هنا وهناك، شعبان يكافحان
ولا نية لهما في الاستسلام، وبالتالي فالحجج التي بنت عليها الأمم المتحدة قرار
قبول الدولة اللفسطينية يمكن أن تقبل بها الدولة الصحراوية..
حسب تقديري،
يمتلك الصحراويون حجة قوية لم يمتلكها الفلسطينيون. فإذا كان بعض الدول، حاصة الغربية،
متشدد مع الفلسطنيين وربما يقول أن فلسطنين هي أصلا يهودية، فإن ذلك لا يحدث مع
قضية الصحراء الغربية. لا توجد دولة واحدة في العالم تعترف للمغرب بالسيادة على
الصحراء الغربية. إذن، فالمسطرة التي قبلت الأمم المتحدة على أساسها فلسطين يمكن
أن تقبل بها الدولة الصحراوية والعلم الصحراوي.
يجب فقط أن يتم
تحريك الموضوع على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن رسميا مادام المغرب رفض تنظيم
الأستفتاء ورفض إنهاء الإحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية. أظن أننا أمام فرصة
كبيرة كي يتم وضع الأمم المتحدة أمام حقيقة
وهي أن الشروط التي قبلت على أساسها فلسطين
تتوفر في قضية الصحراء الغربية.
وإذا كان الفلسطينيون مدعومون بالكتلة العربية في الأمم المتحدة فإن الصحراويين مدعومين بالكتلة الإفريقية. نحن أمام وضع متشابه ينقصه فقط أن نتوجه نحن إلى الأمم المتحدة ونصر على ذلك.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء