المخابرات المغربية تفشل في في السويد


حين تم توجيه دعوة للناشطة الصحراوية المدافعة عن حقوق الإنسان امينتو حيدار، حدث استنفار في أجهزة المخابرات المغربية. فتواجد مينتو حيدار في هذا الوقت المشحون بالتوتر بين السويد والمغرب قد يجعل المملكة تخسر واحدة من معاركها الكبيرة ضد البوليساريو في السويد وفي أوروبا. في الحقيقة المعركة خسرتها المملكة المغربية، وما عليها سواء الاعتراف بالفشل، وبكل تأكيد ان المغرب سيعرف مواجهة ساخنة في الأيام القادمة بسبب هذا الفشل في السويد وقد يصل النقد إلى المملكة والملك الذي كان محرما أنتقاده، بل قد يتم فتح حوار حول من سيدير معركة الصحراء التي ستكون ساخنة مستقبلا: هل هو الملك أم الحكومة؟


أستدعاء مينتو حيدار، رسميا إلى السويد من طرف أعضاء في الحزب الحاكم  أسال العرق البارد والساخن على جبين المملكة. فبالإضافة إلى كون تلك الدعوة هي رمز للمغرب ان يتوقف عن إرسال الوفود إلى السويد، هي، من جانب آخر تمرير لرسالة واضحة وهي ان السويد لن تتراجع عن سياستها في الصحراء الغربية.
حين تم استدعاء مينتو حيدار إلى السويد دخلت المخابرات المغربية في أنف الحدث. كان أمام تلك المخابرات سيناريوهان: الأول منع الناشطة من مغادرة المغرب، والثاني التشويش على زيارتها إلى السويد وإفشال مشاركتها في تلك الندوة.       
بالنسبة للسيناريو الأول تم استبعاده لإن منع الناشطة من السفر بالقوة قد يكون فخا، ومن الممكن أن يتم تكرار سيناريو منعها من دخول الصحراء في سنة 2009م؛ ذلك المنع الغبي الذي خرجت منه الحكومة المغربية بالكثير من الخسائر السياسية الدامية، وأعطى لمينتو ولقضية الصحراء الغربية انتصارا باهرا جعلها تتصدر الإعلام العالمي..
تم اللجوء إلى السيناريو الثاني وهو التشويش على زيارة ومشاركة مينتو حيدار في الندوة.. تم بعث وفد من المخابرات بقيادة  رقية الدرهم، عضو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولحسن المهراوي، عضو المجلس الملكي الاستشاري "للشؤون الصحراوية" ومجموعة من رجال المخابرات. توجه الوفد المغربي إلى القاعة التي ستقام فيها الندوة للدخول لكن تم منعه من طرف النشطاء  السويديين من الدخول للقاعة، وتم طلب منه الانتظار حتى يدخل الجميع.. وإمعانا في التشويش قام  الوفد المخابراتي المغربي بمحاولة توزيع منشورات على الداخلين إلى القاعة، لكن حين كانوا يعرفون أنها من المغرب يضعونها جانبنا ويهملونها..
بعد مداخلة مينتو حيدار التي كانت بعنوان 40 سنة على احتلال الصحراء الغربية حاول وفد المخابرات المغربية التشويش والتعقيب لكن تم تجاهله، وحين ألح تم طلب من أعضائه أن ينتقلوا إلى المقاعد الخلفية في القاعة مثلما يفعل المعلمون للتلاميذ المشوشين والغشاشين..
في الأخير تم طرد الوفد المغربي من القاعة بسبب التشويش غير الحضاري الذي ارتحل عنه العالم..


معاملة السويد لوفد المخابرات المغربية ومنعه من الدخول والتدخل، بسبب المعرفة المسبقة للنوايا، هو إشارة أخرى حمراء للسلطات المغربية للتكف عن اللعب غير النظيف في السويد ضد الصحراويين، ومن جهة أخرى هو طلب مباشر أن المغرب غير مرحب به في السويد.   

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء