لا نعرف لماذا يأتي
روس لزيارة مخيماتنا وهي تغرق في وحل الفيضانات ووحل الكارثة.. هو لا يحمل حل لا
للقضية ولا للفيضانات واللجوء، وإذا افترضنا أنه يحمل في حقيبته المتعبة من التنقل
بين البلدان المهتمة والمعنية وبين الرباط وتندوف، فهذا الحل مرفوض لإنه، بكل
تأكيد، ليس الاستفتاء ولا الاستقلال ولا خروج المغرب، وبالتالي فزيارة روس هي مجرد
عناد مع المغرب ومحاولة لفرض على المغرب الغاضب عليه أن يستقبله.. بالنسبة لزيارته
للمخيمات في هذا الظرف العصيب هي فقط مجرد استفزاز لمشاعر لاجئين لا تفعل الأمم
المتحدة من شيء لصالحهم ما عدا أنها تلجم بنادقهم وأصواتهم وتحرس حتلالهم لينهب
مزيدا من الثروات ويعذب ويسجن مزيدا من الصحراويين في سجونه.. المشكل ان روس جاء
بعد مضي يومين من الكارثة الطبيعية التي أغرقت مخيمات اللاجئين الصحراويين، وكان
أحرى به، مثلما يفعل الناس إذا حلت الكوارث أو حدث شيء غير طبيعي، أن يلغي الزيارة
حتى لا يتم استفزاز السكان، بزيارتهم من طرف وفد من الأمم المتحدة التي تعتبر طرفا
في تعميق معاناتهم بتكبيلها لهم وفرض عليهم البقاء في الانتظار إلى ما لانهاية..
لنعتبر أن روس جاء
ليتفقد أحوال اللاجئين بعد الفيضانات، لكن ما الذي سيفعله ليواسهم ما عدا كتابة
تقرير عن حالتهم وبعثه لمنظمة غوث اللاجئين التي، في أحسن الأحوال، يمكن أن تبعث
لهم خيام غير صالحة وبطانيات وأغطية.. هذا الدعم لا يحتاج لا لزيارة روس ولا
ناموس.
البعض يقول أن روس
يحمل حل الفيدرالية أو الكونفدرالية، وهذا طبيعيا سيكون مرفوضا لإن المغرب لا يصلح
معه لا الفيدرالية ولا الكونفرالية، وبالتالي كان على روس أن لا يتعب نفسه ويبعث
ما عنده ابالإيميل ويكون الجواب عليه أيضا بالإيميل وبالرفض وعدم التنازل..
أقرب التفسيرات إلى
المنطق هي ان روس جاء لينزع حذاءه ويقف ليتم تصويره في منتصف الوحل والطين ليبعث
للامم المحدة واللعالم رسالة فنية غير مشفرة تختصر كل شيء بالصورة، وتقول بلغة
خفية أن الأمم المتحدة أصبحت غارقة في وحل الصحراء الغربية، وأنها من الأفضل أن
تنفض يدها من رمل القضية وتبحث عن قضية اخرى تقتل بها الوقت..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء