ويشير التقرير إلى أن الوزير بلخادم أكد
يوم 26 فبراير للمبعوث الأمريكي ولش أن أستقرار المغرب يصب في مصلحة الجزائر، وأن
محاولة تحريف قضية الوقوف في وجه الاستعمار ليست هي الطريقة المثلى حتى يتم عن
طريقها زعزعة المنطقة.
ويعود التقرير إلى القول أن بوتفليقة في
حواره مع المبعوث الأمريكي، قال أن الولايات المتحدة بما أنها، على عكس فرنسا، ليس
لها ماض استعماري تستطيع أن تقوم بمهمة الحكم في النزاع، و قال أيضا أنه يتفهم أن
شعور المغرب أنه مهدد بسبب تعاظم مطلب الاستقلال في الصحراء الغربية، لكن على
المغاربة أن يلوموا أنفسهم فقط فهم المتسببون في تصميم الصحراويين على الاستقلال..
وحسب تفسير بوتفليقة لذلك، فإن المغرب كان يستطيع أن يلجأ إلى مسعى أكثر أناقة كي
يجعل الصحراء الغربية تستقل بطريقة يسيطر عليها ويراقبها.. إن المغاربة فعلوا مع
الصحراء الغربية ما فعل صدام مع الكويت. وأضاف بوتفليقة أنه حتى يستطيع أن يتصور
وبسهولة أن الصحراء الغربية تصبح جزءا من المغرب لو لا حظ الصحراويون مزايا جيدة
للنظام المغربي تماما مثلما فعل سكان بويرتو ريكو حينما أختارو أن يبقون جزءا من
الولايات المتحدة.. وحسب بوتفليقة يقول التقرير أن المغرب عليه أن يعطي
للبوليساريو شئيا ملموسا، لإنك لا تستطيع أن تطلب من شعب تنازلات هي ليست في جيبه.
ودائما حسب بوتفيلقة فإن فرنسا، بسبب ماضيها الاستعماري، لن تستطيع أن تلعب دورا
بناءا في حل صراع الصحراء الغربية، وانها لم تقبل ابدا باستقلال الجزائر، وأنها
تحاول أن تسجل بعض النقاط ضد الجزائر بالتدخل في قضية الصحراء الغربية بمساعدة
المغرب، أما بالنسبة للولايات المحتدة فقد كانت قوة عظمى مثالية تستطيع أن تخلق
توان مع المغرب ما دام لا يوجد أي أحد من الأطراف لديه مشاكل معها، واشتكى
بوتفليقة أن الولايات المتحدة تعامل الجزائر كطرف من درجة ثانية مقارنة مع التعامل
التفضلي الذي تعامل به تونس والمغرب، والآن عليها أن تفهم الجزائر جيدا، مادامت- الولايات
المتحدة- دفعت ثما للحرية مثل الجزائر.
ويعود التقرير إلى النقاش الذي جرى بين الامريكي
دافيد ولش وبلخادم، وأن هذا الأخير قال أنه معجب كثيرا بموقف الولايات المتحدة من
كوسوفو وتيمور الشرقية، ثم تساءل قائلا: لماذا لا تنظرون إلى قضية الصحراء بنفس
وجهة النظر.؟ إن هذا يجعلنا، يقول بلخادم، نتعجب ماذا يريد اصدقاؤنا الأمريكان.؟
وتدخل ولش ليقول أن الولايات المتحدة تريد أن تتم زحزحة الوضع القائم نحو الأمام،
وأن المقترح المغربي يمنح فرصة، وحث القادة الجزائريين على المساعدة في إحداث
تقدم.
وتدخل بوتفليقة ليقول للمبعوث الأمريكي أن
الجزائر تريد أن يتم إخراجها من صراع الصحراء الغربية بطريقة مشرفة، وأنه ليس لها
مطالب تتشبث بها، وانها تنظر إلى مستقبل أيجابي مع المغرب.
من خلال التقرير يبدو أن الإدارة الامريكية
أرادت من جديد أن تضغط على الجزائر، لكنها كانت تجد دائما بوتفليقة لها بالمرصاد
فتعود خائبة..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء