كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل المغرب لن يقبل
التفاوض مع البوليساريو، على الأقل في الظرف الحالي. فتكتيك المغرب، من الآن
فصاعدا، سيعتمد على محاولة التأجيل وخلق الأعذار حتى ترحل إدارة أوباما، ويرحل بان
كي مون وكريستوف روس وبعد ذلك يكون لكل حدث حديث.. المحتمل أن يبدأ المغرب تكيتيك
التماطل، وهو تماطل لن يجد من يحد منه، ولن يجد من سيثني المغرب عن المضي قدما فيه.
فرئاسة الولايات المتحدة، بما أنها في نهايتها، لا يوجد لها الوقت الكافي كي تحرك
مثل هذه القضايا التي يتطلب تحريكها والضغط فيها وقتا. نفس الشيء بالنسبة للأمانة
العامة للأمم المتحدة التي بدأت تجمع وثائقها وتحزم حقائبها في انتظار الرحيل. معنى
هذا أن المغرب سينتظر، ما دام لا يوجد ما يفرض عليه المفاوضات أو البحث عن حل، ما
ستتمخض عنه أنتخابات الولايات المتحدة والأمانة العامة للأمم المتحدة، وعلى الأقل
سيربح وقتا كافيا كي يماطل ويراوغ.. لكن مشكلة المغرب الآن ليست مع الوقت.. صحيح،
يستطيع أن يربح سنتين أو حتى ثلاثة في المناورة، لكن لا بد له من المفاوضات أو
التقدم بمشروع جديد.. المناورة دائما لها حد، والاستمرار فيها عشرات السنوات
واللعب على الفرص ليست استراتيجية ناجحة.. فبسبب استنفاذ كل مبادرات ربح الوقت
ومبادرات الهروب إلى الأمام، سيأتي الوقت الذي سيرجع فيه المغرب إلى طاولة
المفاوضات ومع البوليساريو. المشكلة الجديدة أنه بعد فشل مسعى الحكم الذاتي سيعود
الحديث من جديد عن قضية الاستفتاء، فاين سيدفن المغرب رأسه..
التالي
« الموضوع السابق
« الموضوع السابق
السابق
الموضوع التالي »
الموضوع التالي »
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء