موريتانيا وعقدة إعطاء وزن للمغرب أكبر من وزنه الحقيقي

Resultado de imagen de ‫مزوار وزير خارجية موريتانيا‬‎هذه أول مرة في التاريخ تستجدي دولة- موريتانيا- دولة أخرى – المغرب- أكثر من ثلاث مرات كي تحضر إلى قمة عربية بلا فائدة، خاصة في هذا الظرف الذي يتميز بانخفاض ثمن الحاكم العربي مثلما ينخفض برميل نفطه. فقيمة الحاكم العربي كانت دائما أسيرة لقيمة برميل النفط: حين يرتفع ثمن برميل النفط في سوق الدولار يرتفع ثمن الحاكم العربي في سوق الأهمية وسوق السياسة.
ففي البروتوكول تقوم الدولة المضيفة للقمة العربية أو لأية قمة أخرى ببعث استدعاء يمكن أن يكون خطيا أو شفهيا،  أو تبعث بشخصية رسمية إلى الدول الأعضاء تطلب منهم الحضور. حسب البروتوكول، دائما، إذا لم يتم استقبال المبعوث أو الرسالة يتم فهم، آليا وبروتوكوليا، أن تلك الدولة لا تريد الحضور ولا داعي لإزعاجها مرة أخرى برسالة او بمرسول أو مبعوث ثقيل الدم. موريتانيا خرجت عن البروتوكول وعن العادة وعن الأنفة والعزة العربية المعروفة بها، وبدل أن تبعث مرة واحدة  رسالة أو شخصية إلى المغرب كي يحضر بعثت له وزير خارجيتها ثلاث مرات متتالية. رقم قياسي من الاستجداء لم تقوم به دولة لدولة أخرى من قبل في التاريخ. في المرة الأولى والثانية تم رفض استقبال الوزير وتمت بهدلته اشنع بهدلة، وكان يجب أن تفهم موريتانيا أن المغرب يرفض الحضور أو يبتزها.  وفي المرة الثالثة تم "استقبال" الوزير الموريتاني من طرف وزير خارجية المغرب. فهذا العدد من رحلات وزير خارجية موريتانيا للمغرب يبعث رسائل خاطئة للمغرب: الرسالة الأولى هي أن المغرب سيظن نفسه أنه هو الدولة المحورية في الجامعة العربية، وأنه إذا لم يحضر ستفشل تلك القمة؛ الرسالة الثانية الخاطئة هي أن المغرب، أيضا، سيظن نفسه أن له سلطة على موريتانيا، وانه، انتقاما منها، قد يحرض الدول العربية الأخرى على عدم الحضور فتشفل تلك القمة في موريتانيا..        
حسب الصحافة المغربية لم يتم استقبال الوزير الموريتاني هذه المرة مجانا أو على بياض. حسب هذه الصحافة التي ظلت " تشوط وتشوي" موريتانيا وتستهزأ بها وتهددها كلما واتتها الفرصة، فإن الوزير الموريتاني قد قال بالحرف الواحد للوزير المغربي: " أنه على المغرب إهمال شائعات موقف موريتانيا من البوليساريو" بالحسانية ( ذاك كامل اللي كنا نقولوا للبوليساريو ما هو حق عندنا) ( راجع الصحافة المغربية يوم 25 جوان)... وزارة الخارجية الموريتانية لم تفند الخبر وحتى البوليساريو لا يبدو أنها مهتمة بهذا التصريح – إذا كان صحيحا- لإنها متعودة من الشقيقة موريتانيا الرسمية على هكذا مواقف متذبذة. وإذا كان الوزير الموريتاني قد قال في الكواليس ما قال، فإنه، وخوفا من تسريبات الصحافة المغربية المتعمدة، حاول تدارك الخطأ بتصريح علني مكرر وممجوج لا يعني شئيا مفاده " أن موريتانيا تدعم مجهودات الأمم المتحدة في الصحراء الغربية".
كنتيجة لكل هذا لا أحد لا في موريتانيا ولا في الرباط يعتقد أن الملك المغربي سيلبي الدعوة ويذهب إلى نواقشوط التي يستهزأ بها، ولا أحد في نواقشوط ولا في الرباط يعتقد أن حتى وزير الخارجية المغربي سيذهب إلى القمة في نواقشوط، وبالتالي "مشات رواية المغرب توكل لبسيس ومشات رواية موريتانيا توكل لحشيش"؛ كل هذا التذلل والتدلل لا داعي له ما دامت النتيجة معروفة اصلا وهي عدم حضور الملك المغربي.

إن علاقة مبنية على الخوف أو على عقدة ما هي علاقة غير ناجحة، وما لم تقف موريتانيا بحزم مع المغرب، وتتخلص من عقدة إعطاء وزن أكبر للمغرب من وزنه الحقيقي سيظل المغرب يُذل موريتانيا ويغمس أنفها الأبي في التراب.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء