المرأة الصحراوية: حلفة الزفاف( خيمة الرق) (دراسة يتبع)


Resultado de imagen de boda saharauiتُضرب لحفل الزفاف خيمة كبيرة بعيدا نوعا ما من المحصر ( المخيم)، تسمى خيمة الرق ( مكان خالي)، مفتوحة من كل الجهات، مباحة للجميع، وكل من دخل إليها يستطيع أن يشرب ويأكل وينشط دون إن يسأله أحد من هو ومن أين آتى. في وقت حديث أصبحت تسمى "خيمة النشاط ". إن ضرب خيمة الزفاف بعيدا عن الخيام الأخرى هو نوع من الحفاظ على الحياء؛ فحسب العادات يعيب المجتمع مثلا على الأولاد إن يستمعوا للموسيقى أمام والدهم أو أعمامهم أو أخوالهم، كما يعيب على الصغار سماعها أمام الرجال ممن هم أكبر منهم سناً. فحين يكون الأولاد مثلا جالسين مع والدهم وينبعث صوت موسيقى أو غناء أو صوت طبل يُضرب من مكان ما فجأة فإن الأولاد يخرجون من المكان حشمة وحياء؛ وفي حضور الأب أيضا لا يتم قرض الشعر ماعدا شعر الحكمة والحض على الدين أما الغناء فممنوع.
وحتى يبقى أفراد العائلة مجتمعين مدة أيام الزفاف، وحتى لا يفرقهم سماع الموسيقى والطبول، يتم ضرب خيمة الرق بعيدا عن الخيام الأخرى حتى لا يسمع أفراد العائلة الأصوات المنبعثة منها.                    

يتم الزواج في الصحراء قديما حسب الكثير من الطقوس والعادات؛ فحين تُضرب خيمة الرق يأتي العريس في قافلة من الجمال، ولما يراه أهل العروس يخرجون لاستقباله حاملين قطعا من القماش الأبيض والنيلي تسمى " البند". حين ترتفع البنود يبدأ الفريقان – أهل العريس ومن تشيع لهم وأهل العروس- يتجاذبون البنود بالأيدي، والفريق الذي يحصل على أكثر قطع من البند هو الفائز.        

ومن أهم أنشطة خيمة الرق هو الرقص المتناوب الذي يشارك فيه الرجال والنساء على حد سواء. إن نشاط الرقص بالتناوب وقواعده يعرفها الجميع ومفروض على كل من دخل الخيمة إن يشارك فيه، لكن من لا يريد الالتزام بالقاعدة عليه إن لا يدخل الخيمة. قبل أن تبدأ حفلة الرقص تجلس النساء في جانب من الخيمة ويجلس الرجال في جانب آخر طبقا لما معمول به في الخيام العادية. يتم الرقص في خيمة الزفاف بالتناوب وبطريقة بسيطة: على الراقص\ة أن يحمل في يده منديلا أو لثاما، فإذا بدأ رجل مثلا الرقص هو الأول، عليه حين يتعب، أن يرمي ذلك اللثام أو المنديل على امرأة أعجبته أو أختارها. . أما إذا بدأت امرأة الرقص فعليها أن ترمي اللثام على رجل ما يعجبها من بين الرجال الحاضرين. إن الرقص بالتناوب هو أيضا عملية اختيار غير معلنة لأجمل امرأة حاضرة في الحفل؛ فالمرأة التي يُرمي عليها أكثر من رجل اللثام لتخلفه في ركح الرقص يقال عنها في نهاية السهرة "أنها شالت رأس النعامة" أي أنها هي الأجمل من بين الحاضرات. ورغم أن الرقص مباح اجتماعيا في خيمة الرق إلا إن الحشمة لا تغيب أيضا بالكامل؛ فالمرأة حين يقع عليها الاختيار مرتين متتاليتين أو ثلاث من طرف الرجال لترقص تنسحب من الخيمة حياء من جمالها وتقف عند الباب وتكتفي بالمشاهدة أو تضع اللثام الذي رُمي عليها في المنتصف، أما إذا كانت المرأة جميلة جدا وتعرف مسبقا أنه سيُرمى عليها اللثام في حفلة الرقص فلا تدخل من البداية إلى الخيمة ويقال لها "أنها امرأة حارم عليها دخول خيمة الرق".  
ومن بين قواعد رقصة التناوب هذه أنه إذا كان شخص ما لا يحسن الرقص ووقع عليه الاختيار فإنه عليه أن يقف في المنتصف ويبدأ يتحرك، أما إذا رفض كلية الوقوف والرقص فيتم رميه في خارج الخيمة بالقوة من طرف الرجال.

وحسب العادة دائما فإن كل ما يدخل إلى خيمة الرق من مواد وأكل هو مباح للجميع. فحتى ملابس العريس والعروس التي قضيا فيها أيام العرس يتم إهدائها في اليوم الأخير من العرس إلى بعض الناس. في هذا الشأن يقولون" مال لعريس حلال." أي يمكن أخذه. وفي بعض الحالات يقوم بعض الحضور في اليوم التالي من العرس بنزع وعنوة لباس العريس والعروس منهما ليذهب به. ( يتبع)     

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء