وصول طيب رجب أردوغان إلى السلطة في تركيا، هو
المسلم المعتدل، والرجل السياسي القوي جعل الكثير من الناس، بما فيهم العرب،
يتصورون ان الرجل سيكون شخصية كبيرة لها تأثير كبير في السياسة الدولية خاصة ما
يتعلق منها بما يجري في الشرق الأوسط.
في البداية لم يخيب طيب رجب اردوغان أمال كل الذين
كانوا ينظرون إليه أنه قائد كبير مسلم يقود دولة كبيرة بحجم تركيا.. هو أيضا خلق
لنفسه، في البداية، صورة ذلك البطل الذي كان الجميع ينظر إليه أنه رجل قد يغير
شيئا ما في الشرق الأوسط. فصورة اردوغان وهو يعارض الحرب على العراق وعلى
افغانستان، وصورته وهو يرفض أن تعبر الطائرات الامريكية أجواء بلاه أو تقيم فيها
قواعد عسكرية لتضرب العراق كانت حقا صورة الرجل الذي حلم العالم المستضعف أنه سيكون
السند. صورته ايضا وهو يرمي الورق على وجه شمعون بيريز في دافوس بسبب الحرب على
غزة جعلت العالم العربي الحر يقول عاشت الرجولة.. وصورته هو يعاقب إسرائيل بسبب
هجومها على سفينة المتضامنين مع غزة رفعت من شأنه كثيرا حتى غدا في صورة الزعيم
الذي لا يخشى لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة.
لكن على ما يبدو أن تلك الشعبية خدعته، فأصبح
يحاول ان يتدخل في كل شيء. فالرجل البطل اردوغان سرعان ما حشر نفسه مع السعودية
وراح يحرض على سوريا ويشارك في تدميرها حتى حولها إلى ركام. فمشاركته في تلك
العليمة ضد سوريا جعلت نجمه يبدأ في الأفول. بدأت الشعبية الكبيرة التي حصل عليها
في التأكل والتحطم، وكلما كثرت الإصابات في صفوف اطفال سوريا إلا وسقطت نجمة من
نجوم اردوغان الكثيرة.
لم يطل به الوقت بعد ذلك حتى بدأ بلده يتلقى
الضربات من كل جانب ويتلقى ضربات الحزب الكرديستاني المدعوم من نظام الأسد،
ويتلقاها من طرف داعش حتى كادت تركيا " القوية" تتحول إلى سوريا أخرى أو
العراق. في خضم كل هذا يبدو أن اردوغان البطل انهزم وتحول إلى اردوغان بائس يطلب
دعم أمريكا في محاربة الإرهاب، ويتآمر مع الاتحاد الاوروبي للحصول على مال مقابل
وقف اللاجئين وبيعهم. وزاد من رذالة اردغان أنه ركع لإسرائيل التي كان يرمي في وجه
رئيسها الورق، وبدأ يتودد لها لتعيد مع العلاقات وتفتح له سفارة فيها. وحتى يتم
إذلاله أكثر اعتذر لبوتين عن سقوط الطائرة الروسية على حدود بلاده، وبدل أن يقى
ذلك الزعيم القوي تحول إلى ديكتاتور فاشل.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء