كان رفض المغرب لاحتضان القمة العربية محاولة
ابتزاز فاشلة. لكن لم تكن محاولة ابتزاز فاشلة للجامعة العربية، لكن محاولة ابتزاز
لكل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت. لكن لماذا أراد المغرب ابتزاز
هذه الدول؟ السبب بسيط وهو أنه حين كان برميل النفظ مرتفع الثمن، وكانت الدولارات
تدخل بالمليارات إلى خزائن هذه الدول كانت تمد بدون حساب للمغرب شيكات على بياض كي
يسحم قضية الصحراء الغربية، ويحسم - لصالحه طبعا- صراعه الجيواستراتيجي مع الجزائر.
هبوط اسعار النفط جعلت الدول المذكورة تقفل الحنفية المالية عن المغرب، وهو السبب
الذي جعله يحاول ابتزاز تلك الدول عن طريق احتضان القمة العربية: أعطوني المال
مقابل احتضان القمة.
لكن الدول العربية المذكورة لا يوجد عندها مال كي
تعطيه للمغرب، كما أنها، في نفس الوقت، متلهفة كي تنعقد القمة كي تصدر بيانات تعطي
الشرعية لحرب السعودية على اليمن وسوريا وداعش. عدم وقوع تلك الدول في فخ الابتزاز
المغربي جعل المغرب يقع في الفخ. حولت الجامعة العربية مكان القمة إلى موريتانيا
القريبة والعدوة للمغرب، وكانت حجتها أن موريتانيا، حسب التسلسل الابجدي، هي التي
تتبع المغرب ويجب أن تحتضن القمة.
فشل ابتزاز المغرب للدول العربية الغنية المذكورة
اعلاه جعله يحاول أن يُفشل القمة كي يتشفى في كل من الدول العربية المذكورة وفي
موريتانيا بالخصوص. بالنسبة له شيء لا
يتصوره العقل أن تنجح موريتانيا في عقد قمة بهذا الحجم وهذا الشكل وهذا النوع من
الوفود وهي بلد لا توجد عنده حتى هوتيلات وما يوجد منها تعيش فيه الجذران
والصراصير. حتى ينجح في مسعاه بدأ المغرب يحل المعادلة من الخلف: بدأ يتصل بالدول
التي كان يبتزها- السعودية والإمارات والكويت- كي لا تحضر لإن موريتانيا لا تستطيع
تنظيم القمة وهي دولة عدوة للمغرب ولإسرائيل ولا يجب إعطائها شرف تنظيم القمة. لكن
يبدو أن صاحب الفخ وقع فيه. بدل ان لا تبعث تلك الدول ممثلين لها إلى قمة نواقشوط
طلبت من المغرب أن يبعث شخصية كبيرة إلى نواقشوط كي تحضر إلى القمة، وان يكون
التمثيل المغربي على مستوى وزير الخارجية. وبالتالي تلقى المغرب صفعة أخرى على
الخد الأخر.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء