نبض التاريخ: الأمريكان يتجسسون على تحركات السفير الجزائري في مدريد سنة 1975م

Resultado de imagen de cortina mauriكان المغرب، رغبة منه في تليين موقف أسبانيا، قد أشاع إعلاميا وسياسيا أن الجزائر " قبلت" الاتفاق المغربي  الموريتاني السري لتقسيم الصحراء الغربية. وحتى يتم تكذيب تلك الإشاعة أتصلت أسبانيا بالسفير الجزائري في مدريد خالد خلادي، وطلبت منه أن يلتقي بوزير الخارجية الأسباني كورتينا ماوري. دخل السفير الجزائري مساء يوم 22 جويلية 1975م إلى مكتب وزير الخارجية الاسباني ماوري، وتناقشا حول الموضوع. غير بعيد عن مكتب وزير الخارجية الاسباني كان الأمريكان يراقبون ما يخرج وما يدخل إلى المكتب. دخول السفير الجزائري إلى مكتب وزير الخارجية الاسباني أثار حفيظة الأمريكان. بكل تأكيد الموضوع هو التنسيق الاسباني الجزائري حول قضية الصحراء الغربية. بعد خروج السفير الجزائري رن التلفون في مكتب وزير الخارجية الاسباني والمكاملة من السفير الأمريكي ستابلر. حسب تقرير سري للسفارة الأمريكية بمدريد بتاريخ 22 جويلية 1975م فإن تلك السفارة كانت تتابع تحركات السفير الجزائري، وتقول أنه دخل على الوزير الاسباني للخارجية يوم 17 جويلية، ودخل عليه يوم 21 جويلية حاملا رسالة لفرنكو من بومدين. في المكالمة سأل السفير الامريكي وزير الخارجية الأسباني عن فحوى لقائه مع السفير الجزائري وهل له علاقة بقضية الصحراء الغربية. قال له كورتينا ماوري أن السفير الجزائري أخبره أن الجزائر علمت أن هناك اتفاق سري بين المغرب ومريتانيا حول تقسيم الصحراء الغربية، وأن الجزائر علمت به من خلال مصدر مخابراتي خاص، وان بوتفليقة لم يعلم بأي موافقة جزائرية على اتفاق التقسيم. ورغم أن الجزائر لا مطالب لها في الصحراء الغربية، إلا أنها لا تقبل أي حل لا يتضمن تقرير المصير. إن الجزائر – حسب المكالمة- هي جاهزة لتنمية منطقة شمال إفريقيا، لكن يجب أن يكون ذلك في إطار تقرير المصير.

وحول موضوع آخر قال كورتينا ماوري- دائما حسب التقرير- للسفير الأمريكي ان أسبانيا سوف لن تتفاوض مع المغرب وموريتانيا وحدهما، ويبدو أن الدولتين والجزائر لا يوجد ما سيجمعهما من الآن فصاعدا، وفقط يمكن عقد قمة رباعية برعاية الأمم المتحدة، وفي حالة فشل ذلك ستنسحب أسبانيا وستخرج إلى الوجود قوة جديدة اسمها الشعب الصحراوي وهو الذي يجب أن تسلم له السلطات. 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء