نبض التاريخ: كيسنجر يطلب من سفارته معلومات عن العلاقة بين الجزائر وأسبانيا سنة 1975م



Resultado de imagen de Richard Bordeaux Parkerكانت الجزائر وأسبانيا قد اتفقتا سنة 1975م على أن يتم حل قضية الصحراء الغربية وفقا لتقرير المصير. هذا التقارب الجزائري الأسباني جعل الولايات المتحدة وفرنسا تستغربان كيف لدولة اشتراكية أن تتفاهم مع دولة غربية مثل أسبانيا وهما على شفا نقيض في الايدولوجية. حتى يفهم أكثر طبيعة هذه العلاقة بعث كيسنجر إلى سفيره بالجزائر، باركر، رسالة يطلب منه فيها تحليلا ومعلومات عن هذه العلاقة. يوم 25 سبتمبر 1975م بعث السفير باركر رسالة سرية إلى كيسنجر تحمل الرقم 1975algier02093_b تحتوي على التحليل والمعلومات التالية:" حسب سفارتنا في مدريد لا يوجد تفاهم شامل بين الجزائر وأسبانيا حول مستقبل الصحراء الغربية. كل ما هناك هو أن هناك تفاهم تكتيكي مبني على قبول تقرير المصير وتعاون ثنائي مع البوليساريو. الأسباب التي تجعل أسبانيا تفضل الجزائر هي ما يلي: أ) رغبة في التقرب من العالم الثالث وقادة العالم العربي؛ب) مصالح أقتصادية أسبانية كبيرة مستقبلا في الصحراء؛ ج)غضب على تعامل المغرب مع ملفي سبتة ومليلية؛ د) الرغبة المغربية في جعل الفاشست الأسباني يصمون مع المغارب. بالنسبة للتعاون الأمني نشك أن الجيش الجزائري سيرد مباشرة إّذا قام المغرب بالغزو العسكري؛ حسب المعلومات المتوفرة قامت الجزائر ببعض التعزيزات عند منطقة تندوف، لكنها ليست بمثل مستوى تعزيزات المغرب. في نفس الوقت لا نستبعد أن تقوم الجزائر بتدخل محدود في الصحراء ليعزز ذلك مكانتها كدولة مهتمة في القضية ولتدعم البوليساريو. في حالة أن يقوم المغرب بالغزو سيتم دعم البوليساريو حتى يتصدى جيشها للجيش المغربي. وترى أسبانيا أن البوليساريو وداعمتها الجزائر يمكن أن يحدثا الكثير من المشاكل للمغرب بوسائل قليلة. فبدعم قوي وكامل من الجزائر نظن أن البوليساريو يمكن أن تجعل الأمور تتعقد في وجه المغرب. من جهة أخرى ستركز الجزائر على ضرب المغرب في محافل العالم الثالث، وسيكون من الخطأ أن نظن أن الجزائر تدعم فقط تقرير المصير. فلها هي الأخرى مصالحها في المحيط والفوسفات وتريد دولة دمية في يدها على حدودها وهذا السبب يدعمه المغاربة كثيرا."

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء