وحتى لا يكون تحركه السياسي متأخرا التقى
كيسنجر مع صديق الحسن الثاني الحميم في أمريكا الجنرال فرنون والتر، أحد أبطال
أمريكا في الحرب العالمية الثانية، الذي كان يشغل يومها منصب نائب رئيس وكالة
المخابرات الأمريكية، وأرسله كممثل لأمريكا في مهمة سرية الى أسبانيا والمغرب
ليوحد وجهات نظرتهما حول موضوع المسيرة المغربية الى الصحراء الغربية.. وقبل ان
يطير فرنون والتر الى الرباط ومدريد طُلب منه كيسنجر أن يهتم ب "لايسا"
بالاجنبية و" ليلى"،
بالعربية، وهو اسم سري مرادف أطلقه كيسنجر على المسيرة المغربية الخضراء. إن تلك
المسيرة تم الترتيب لها في معاهد استراتيجية في لندن وسماها الأمريكيون
"المسيرة البيضاء" حين تمت هندسها في شهر غشت سنة 1975م، لكن الحسن
الثاني غيًر اسمها لتصبح "المسيرة الخضراء" *
إن دور كيسنجر في إعطاء الضوء الأخضر
لعملية احتلال الصحراء الغربية أوضحها سفير أمريكا في الجزائر آنذاك ريتشارد باركر
فيما بعد الذي أكد " إنه من الممكن إن الحسن الثاني قد تلقى ضوءا أخضر من
الولايات المتحدة كي يغزو الصحراء الغربية أثناء لقاء له بكسينجر في صيف 1975م،
رغم أن ذلك قد لا يكون هو قصد كاتب الدولة للخارجية. إن نقص دعم الولايات المتحدة
الأمريكية للقرارات الأممية لمنع المسيرة الخضراء كإجراء ظرفي تعطي دعما لفرضية
إعطاء أمريكا ضوءا اخضر للمغرب للقيام بفعل الغزو." .
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء