نبض التاريخ: كيسنجر يوافق على المسيرة الخضراء سنة 1975م


Resultado de imagen de henry kissingerحتى يضغط أكثر على أسبانيا قام المغرب بتحضير المسيرة البشرية ليحتل بها الصحراء الغربية. حين أكتملت الترتيبات تم إشعار كيسنجر بالمسيرة.. يوم 21 غشت 1975م، كان كيسنجر يزور في القدس في زيارة لإسرائيل- هو من أصل يهودي- عندما استقبل التأكيد ان المشروع- المسيرة المغربية- أصبح جاهزا.. فكر كيسنجر قليلا ثم قرر ان يتم تسليم الصحراء الغربية للمغرب ضد إرادة الأمم المتحدة وضد إرادة أسبانيا وضد إرادة الشعب الصحراوي .. فعن طريق تلغرام بسيط من جملة كلمات بسيطة موقع من كيسنجر تم بعثه إلى السفير الأمريكي ايونمان في المغرب من سفارة أمريكا في بيروت يقول: "لايسا"- الاسم السري المشفر للمسيرة- يمكن أن تمضي تماما في غضون شهرين. هو- أمريكا- سيساعدها في كل شيء." كان في البداية اسمها " المسيرة البيضاء" لكن الحسن الثاني غير الاسم وجعله " المسيرة الخضراء"- لون الإسلام- لإيهام العالم الأسلامي انها فتح عظيم.  

وحتى لا يكون تحركه السياسي متأخرا التقى كيسنجر مع صديق الحسن الثاني الحميم في أمريكا الجنرال فرنون والتر، أحد أبطال أمريكا في الحرب العالمية الثانية، الذي كان يشغل يومها منصب نائب رئيس وكالة المخابرات الأمريكية، وأرسله كممثل لأمريكا في مهمة سرية الى أسبانيا والمغرب ليوحد وجهات نظرتهما حول موضوع المسيرة المغربية الى الصحراء الغربية.. وقبل ان يطير فرنون والتر الى الرباط ومدريد طُلب منه كيسنجر أن يهتم ب "لايسا" بالاجنبية و" ليلى"، بالعربية، وهو اسم سري مرادف أطلقه كيسنجر على المسيرة المغربية الخضراء. إن تلك المسيرة تم الترتيب لها في معاهد استراتيجية في لندن وسماها الأمريكيون "المسيرة البيضاء" حين تمت هندسها في شهر غشت سنة 1975م، لكن الحسن الثاني غيًر اسمها لتصبح "المسيرة الخضراء" *
إن دور كيسنجر في إعطاء الضوء الأخضر لعملية احتلال الصحراء الغربية أوضحها سفير أمريكا في الجزائر آنذاك ريتشارد باركر فيما بعد الذي أكد " إنه من الممكن إن الحسن الثاني قد تلقى ضوءا أخضر من الولايات المتحدة كي يغزو الصحراء الغربية أثناء لقاء له بكسينجر في صيف 1975م، رغم أن ذلك قد لا يكون هو قصد كاتب الدولة للخارجية. إن نقص دعم الولايات المتحدة الأمريكية للقرارات الأممية لمنع المسيرة الخضراء كإجراء ظرفي تعطي دعما لفرضية إعطاء أمريكا ضوءا اخضر للمغرب للقيام بفعل الغزو." .    


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء