نبض التاريخ: الولايات المتحدة تفرض خيار التفاوض على أسبانيا المغرب سنة 1975م

Resultado de imagen de KISSINGER HENRY CORTINA MAURIكان الأفق السياسي يضيق يوما بعد يوم في الصحراء الغربية مع حلول أكتوبر 1975م، وتوصلت الإدارة الأمريكية بنسخة من تقرير محكمة العدل الدولية ونسخة من تقرير بعثة تقصي الحقائق التي كانت تزور الصحراء الغربية. لم يكن ايمن التقريرين لصالح المغرب. تحرك كيسنجر كي يحاول الضغط على أسبانيا كي تقبل التفاوض مع المغرب لتسليم الصحراء الغربية له. يوم 3 اكتوبر 1975م بعث كيسنجر كاتب الدولة للخارجية الأمريكية الرسالة التالية للحسن الثاني حول الصحراء الغربية:" جلالة الملك. كما تعلم نحن نظن أن خطوة كبيرة تم خطوها نحو حل سلمي دائم في الشرق الأوسط عندما يتم توقيع معاهدة للسلام بين الاسرائيليين والمصريين- هذه الرسالة مكتوبة في سنة 1975م والاتفاق بين اسرائيل ومصر حدث في سنة 1979م، والحسن الثاني كان هو الوسيط- (..) ونحن دائما نقدر تفهمك لمجهوداتنا. ورغم ذلك أريد أن اتقاسم مع جلالتك قلقي بشأن تقارير أطلعت عليها – إذا كانت صحيحة-، والتي تتحدث عن أن الوضع في منطقتكم يمكن أن يتدهور، والذي يمكن أن أن يجعل كل المهتمين بالسلم في منطقة المتوسط يقلقون. هذه التقارير تتحدث عن أن الحكومة المغربية يمكن أن تقوم بعمل عسكري في الصحراء الأسبانية. اتمنى أن تكون هذه التقارير مغلوطة، لكن أحس أنه يجب أن اراسلك بسرعة حتى أبلغك نصيحتي المهمة إذا كانت التقارير صادقة أن لا تقوم بمثل هذا العمل. أظن أنه يجب أن تعلم أن العلميات العسكرية ضد الصحراء الأسبانية يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير مرضية للمغرب سواء سياسيا أو عسكريا. من بين أشياء أخرى يمكن أن نتوقع أن تطلب أسبانيا اجتماعا سريعا لمجلس الأمن الذي سيجد أعضاؤه صعوبة في الدفاع عن عملية عسكرية مثل هذه. أنت تعلم من خلال محادثاتنا الماضية أننا نتابع الصراع على الصحراء عن قرب، وكنا دائما مستعدين للمساعدة بدون أن نبحث عن أن نكون طرفا في الصراع ولا زلنا نفعل نفس الشيء. اليوم سألتقي مع وزير الخارجية الأسباني في واشنطن وسيكون اللقاء فرصة من طرفي كي اتحدث معه مباشرة حول الوضع على أمل أن يتم التوصل إلى تفاهم مشترك. (..) الإمضاء كيسنجر
       وحتى يضغط على أسبانيا قام كيسنجر في نفس اليوم الذي بعث فيه الرسالة إلى الملك المغربي باستقبال وزير الخارجية الأسباني الذي يمثل الجناح المتشدد في الحكومة الاسبانية، الذي يطالب أسبانيا بإجراء استفتاء في الصحراء الغربية، وكان قد أعطى وعودا للبوليساريو بتسليم السلطات للصحراويين. في لقاء كيسنجر بكورتينا ماوري قال له كيسنجر حسب تقرير لكتابة الدولة الأمريكية بواشنطن بتاريخ 6 اكتوبر 1975م " عندنا معلومات تفيد احتمال وشيك لهجوم مغربي على الاسبان في الصحراء، وكنت قد بعثت رسالة إلى الملك أمس أحثه على أن لا يفعل ذلك، لكن يبدأ المفاوضات معكم، وعلى أسبانيا أن تبدأ التفاوض. في جوابه على كيسنجر- دائما حسب التقرير- قال كورتينا ماوري:" أسبانيا كانت دائما مستعدة للتفاوض، لكن مع ذلك سيكون من المهم أن نحافظ على طريقة لإجراء استفتاء تقرير مصير يكون فيه خيار الاستقلال مطروحا حتى يتم إعطاء للاستفتاء مصداقية، وحتى يمكن أن يتم وضع خيار الانضمام للمغرب وموريتانيا. ويواصل كورتينا قوله أن الرسالة للملك هي مهمة بسبب دعم الولايات المتحدة للمغرب بالسلاح وهو ما يعطيها أفضلية لا يتوفر عليها أحد. وحسب التقرير فإن كيسنجر قال أن السلاح الذي تسلمه أمريكا للمغرب هو قليل، وأنه يتفق مع كورتينا أن احتمال هجوم مغربي على الجزائر هو غير وارد، وان الولايات المتحدة ستضغط على المغرب كي لا يستعمل القوة.


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء