وصل الجنرال فالسبين قائد القوات العامة الأسبانية إلى العيون في زيارة بدأت
يوم 5 غشت 1975م وانتهت يوم 7 من نفس الشهر. الزيارة تم تخصيصها لتفقد القوات
الأسبانية المرابطة هناك خاصة بعد الاستفزازات المتكررة التي أصبح الجيش المغربي يقوم
بها على الحدود. في الندوة الصحفية التي تم عقدها يوم 6 غشت قال الجنرال
الأسباني:" إن المناوشات التي تقع على مراكز الحدود تقوم بها عناصر مغربية خاصة تابعة للجيش الملكي المغربي،
وهي مجرد استفزازات أكثر مما هي أعمال قتالية لاحتلال مراكز على الأرض، وتهدف،
بالدرجة الأولى، إلى جعل الجيش الأسباني يفقد أعصابه. إن وضعنا لا يسمح لنا أن نرد
على مثل هذه الاستفزازات بعمل عسكري كبير. وحول سؤال من مراسل جريدة "ya "
الأسبانية حول أهمية جزر كناريا في المستقبل، قال المسئول الأسباني " أن
كناريا ستحظى بأهمية استراتيجية كبيرة في
المستقبل بعد استقلال الصحراء الغربية، وهو ما يجعل الحكومة الأسبانية
تحتفظ بقواتها كاملة في جزر كناريا وهذا هو السبب الذي يجعل أسبانيا تركز الآن على
كناريا كي تتفادى اي تهديد. بالنسبة لقضية الصحراء الغربية فقد أتخذت الحكومة
الأسبانية قرارا يقضي بالانسحاب منها لإنه في حالة ان نبقى فيها سيتم تأليب الرأي
العام ضدنا. في حالة ان لا يقبل المغرب تقرير المصير فهذا سيفرض على الأمم المتحدة
أن تتدخل. وحول سؤال عن الجنود الأسبان الموجودين عند البوليساريو قال المسئول
الأسباني إن حكومته تفعل ما في وسعها كي يتم إطلاق سراحهم، وهم الآن يوجودون في بلد
يدافع عن تقرير المصير - يعني الجزائر-، أما بالنسبة للبوليساريو فهي الآن لم تعد
تهاجمنا وربما يرجع ذلك إلى أنها تأكدت أن أسبانيا ستدافع عن تقرير المصير.
تواجد المسئول الأسباني في العيون جعل الجيش الاسباني في المنطقة كلها يستنفر،
ويقوم بالكثير من المناورات والدوريات في ضواحي العيون. كثرت الدوريات في شوارع
العيون في الليل وفي النهار، وبدأت الطائرات العسكرية تصعد وتهبط من المطار لتحمل الأرشيف
الإداري وبعض الوسائل المهمة التي كانت موجودة في المستعمرة التي لم يبق على
مغادرتها إلا اياما معدات.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء