بعد إعلان الأمين العام ومجلس الأمن أنه أصبح من
الضروري عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات وقع المغرب في الفخ. فهو، منذ فشل الحكم الذاتي وتم سحبه من فوق طاولة المفاوضات، أصبح مفروضا عليه أن يعود إلى الحل
الشرعي وهو الاستفتاء؛ الحل الديمقراطي الذي تحبذه الأمم المتحدة. الآن المغرب
يعمل على عرقلة المفاوضات، وحسب بعض أبواق المخزن الإعلامية فإن المغرب قد يشترط إحصاء
سكان الصحراء الغربية مقابل الحضور إلى المفاوضات. لكن إحصاء السكان ليس ذا أهمية
في الصراع، وجبهة البوليساريو تشترط أن يكون هناك إحصاء شامل لسكان الصحراء
الغربية في المناطق المحتلة وفي المخيمات في دول الجوار، كما تشترط أن تقوم هي
بهذا الإحصاء ما دامت هناك دولة تُسيير هذا الشعب. من جهة أخرى يضغط المغرب على
الأمم المتحدة أن تحصي سكان الصحراء الغربية في المخيمات فقط، ويقول أنه لا يوجد
هناك أكثر من 20 الفا، وهم لا يستطيعون تسيير دولة، وان هذا هو العدد الحقيقي
لسكان الصحراء الغربية.
وحتى تتضح الحقيقة وتقطع الطريق أمام شرط المغرب
بربط الحضور إلى المفاوضات بإحصاء سكان الصحراء الغربية قامت الأمم المتحدة بنشر
لائحة للسكان في كل دول العالم. المفاجأة كانت أن سكان الصحراء الغربية ليسوا هم أقل
سكان دولة في العالم حسب ما يروج لذلك المحتل المغربي. ففي القارة الإفريقية تحتل
الدولة الصحراوية، حيث تعداد السكان، المرتبة 49 من مجموع 54 دولة، وهذا يعني أن
هناك حوالي خمس دول هم أقل سكانا من الدولة الصحراوية. على مستوى العالم تحتل
الدولة الصحراوية- دائما من حيث التعداد السكاني- الرتبة 168 من مجموع 194 دولة،
هذا يعني أن هناك حوالي 30 دولة هي أقل تعدادا سكانيا من الدولة الصحراوية. نشر
هذه الإحصائيات الآن من طرف الأمم المتحدة يوجه صفعة قوية لآكاذيب المغرب ودعايته
التي تقول أن الدولة الصحراوية هي أقل دولة من حيث السكان.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء