قد لا توجد مقترحات، لكن المفاوضات ستشكل عامل ضغط على المغرب

Resultado de imagen de ban ki moonصعب جدا أن تتقدم الأمم المتحدة بمقترحات جديدة لطرفي النزاع في الصحراء الغربية، والسبب الذي يبرر هذه الصعوبة هو أن كل الحلول الممكنة والمستحيلة، وكل الحلول التي يُمارس فيه الضغط والتهديد قد تم تقديمها من قبل، لكن بدون نتيجة. فالقضية الصحراوية، على خلاف الكثير من القاضايا، لا تقبل الحول الوسط ولا حلول القسمة ولا حلول التفاوض إنما تقبل حلا واحدا وهو الحل الشرعي الديمقراطي الذي يقرر فيه الشعب الصحراوي مصيره عن طريق استفتاء.
الآن المغرب يقوم بالترويج لدعاية أن المبعوث الشخصي يجب أن لا يزور المنطقة ولا ينظم مفاوضات إلا في حالة واحدة وهي أن يكون يحمل مقترحا للحل، ومن المحتمل جدا أن يُقدم المغرب على حماقة اخرى وهي رفض استقبال المبعوث الشخصي ما لم يحمل مقترحا جديدا. في الحقيقة من الصعب أن يتقدم المعبوث الشخصي بمقترح لإنه تم تجريب كل الحلول التي يمكن أن تخطر على البال، لكنها فشلت كلها. إذن، لماذا الكلام عن المفاوضات وعن زيارة المبعوث الشخصي للاطراف ولماذا السرعة في محاولة جمع الطرفين على طاولة واحدة.؟
الجواب بسيط وهو أن هناك لعبة خفية بين المغرب والأمين العام مدعوما من البوليساريو ومن مجلس الأمن خاصة من طرف إدارة اوباما. اللعبة هي أن المغرب يناور بكل ما يستطيع كي تنتهي عهدة بان كي مون بسلام كي يجرب العرقلة والتماطل مع خلفه كي يحصل على سنوات زائدة من المناورة. وحتى يتم قطع الطريق على المناورة التكتيكية المغربية يلجأ الأمين العام إلى ترك لخلفه خارطة طريق واضحة يجب مواصلة السير فيها بدل البداية من الصفر. فالأمين العام يريد أن يقطع الطريق أمام المناورة المغربية ويحاول، قبل نهاية عهدته، أن يجمع الطرفين حل طاولة واحدة تحت مبرر تطبيق توصية مجلس الأمن.  

فجمع الطرفين الآن في عهد بان كي مون يعني أن المغرب سيتعرض لضغط كبير وهو ان سيجد نفسه وظهره للجدار ووجهه للأمم المتحدة بسبب ان مخططه للحكم الذاتي انتهت صلاحيته، وهو ما يجعل الجميع يلتفت إلى الأمانة العامة للامم المتحدة كي تعرض تصورها. التصور الوحيد الموجود في ذهن الأمانة العامة هو العودة إلى تقرير المصير عن طريق الحل الديمقراطي وهو الاستفتاء. فوجود القضية في هذا المنعطف يجعل المغرب يتعرض للضغط كي يعود إلى مثل هذا الحل الديمقراطي الذي يسمح للشعب الصحراوي بالتصويت.          

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء