حين أصرت أسبانيا على عقد جلسة لمجلس الأمن حول تهديد المغرب للسلم الدولي
بعزمه غزو الصحراء الغربية، تحركت الولايات المتحدة. تم طلب من مسئول بعثتها في
الأمم المتحدة السفير باتريك مونهيان أن يلتقي بكورت فالد هايم، ويحاول تمرير له السياسة
الأمريكية المنتهجة في القضية، والتي تتمحور حول الحياد العلني والدعم السري
لمفاوضات بين المغرب واسبانيا. يوم 20 اكتوبر التقى باتريك مونهيان بكورت فالد
هايم، ودار بينهما حوار تم تلخصيه حسب برقية سرية من سفارة الولايات المتحدة
بنيورك بتاريخ 20 اكتوبر تحت الرقم السري 1975usunn05165_b. يقول السفير في
برقيته إلى كيسنجر: " التقيت هذا الصباح مع فالد هايم كي أُممر له أفكارنا
مثلما كنت قد أوصيتني بفعل ذلك، فوافق عليها كلها. قلت له أنه حبذا لو استطاع أن يشجع فكرة
التركيز كمرحلة أولى على المشاروات بين الأطراف- يعني المغرب وأسبانيا-، فقال أنه
سبق وقام بذلك. حسب كورت فالد هايم فإن الأسبان امتنعوا بسبب ان هذه الفكرة تجعل
المفاوضات تكون ثنائية وهو مايطمح له المغاربة. بالنسبة للاسبان والجزائريين
يريدون هذه المفاوضات أن تضم الدول المتهمة كلها، أما بالنسبة للمغرب وموريتانيا
فيريدون مفاوضات مباشرة حتى يتم تحديد من هي الأطراف المعنية. بعد برهة- دائما حسب
التقرير- فإن فالد هايم طلب مهملة ووعدني أن يلتقي معي مرة ثانية، وسألني هل ان
الولايات المتحدة كانت قد ضغطت على أسبانيا كي تقبل التفاوض المباشر مع المغرب.
قلت له – يقول السفير الأمركي مونهيان- أنا لا أعرف كيف يكون تفكيرك حول هذا
الموضوع، ولو كان حدث ذلك كنت حدثتك عنه مباشرة. قال فالد هايم المهم هو أن رأي
محكمة العدل الدولية هو واضح وغير خاطئ، ويقول بالحرف أنه ليس للمغرب أية حقوق في
الصحراء، لقد زارنا القاضي الأمريكي ديلارد وقال أن المحكمة " أعطت لأسبانيا
قطعة كعك كبيرة وأعطت للمغرب الفتات.
حسب التقرير، انتهى الاجتماع بين كورت فالد هايم والسفير الأمريكي بتأكيد
فالد هايم أن الولايات المتحدة يجب أن تدافع عن رأي محكمة العدل الدولية.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء