نبض التاريخ: الولايات المتحدة تتحرك لإحتواء غضب الجزائر سنة 1975م

بسبب ضغط المغرب بالمسيرة الخضراء، وبسبب مرض فرنكو وضغط الولايات المتحدة السري، بدأت أسبانيا تنهار شئيا فشيئا، وبعثت سوليس رويس إلى الحسن الثاني يوم 21 اكتوبر ليعلمه ان أسبانيا تقبل، مبدئيا، التفاوض مقابل أن لا يتم إرسال المسيرة. فحسب تقرير لكتابة الدولة الأمريكية بتاريخ 23 أكتوبر 1975م، تحت الرقم السري 1975state252733_b ، وكتبه نائب كيسنجر روبرت انغرسول، على شكل رسالة إلى سفرائه بالعواصم الأربع: الرباط، مدريد، نواقشوط والجزائر، فإنه يقول فيه:" في حالة التأكد أنه تم التوصل إلى أتفاق بين أسبانيا والمغرب، مثلما أكد الحسن الثاني، فإن الجزائر ستغضب، وعليه يجب أن نتعامل مع الوضع.(..) إننا نشك أن الجزائريين يستطيعون القيام بعمل عسكري ضد المغرب في الصحراء الغربية، وكل ما سيفعلونه هو أنهم سيدعمون البوليساريو بكل ما يستطيعون، والتقارير المخابراتية تؤكد ذلك.. الأهم من هذا أنهم سيحرضون العالم الثالث كي يساعدهم في الدفاع عن تقرير المصير في الأمم المتحدة حتى يسقطن مخطط الحسن الثاني. في حالة أن يتجسد الاتفاق الأسباني- المغربي فإن الجزائريين سيستنتجون أن ذلك حدث بواسطة امريكية قام بها أثرتون أثناء زيارته للمغرب. فزيارة أثرتون في هذا الوقت بالذات، والترويج الإعلامي المغربي لها على أساس أنها وساطة سيجعل الشكوك الجزائرية تتأكد أكثر. على ضوء ما سبق فإننا نوصي بمايلي:" أ) حين يبدأ سيناريو الاتفاق بين المغرب وأسبانيا يتم تسليم رسالة من كيسنجر إلى بومدين تنفي تدخلنا أو وساطتنا في الاتفاق.  توقيت تسليم الرسالة يجب ان يراعي  التطورات الميدانية؛ ب) التوقف عن العمل وراء الكواليس في الأمم المتحدة، وعدم الترويج للاتفاق المغربي الأسباني. في حالة قيامنا بالتريوج للاتفاق في الأمم المتحدة سيؤثر ذلك على حيادنا الذي نحاول أن نحافظ عليه؛ ج) يجب ترك تعديل الحدود الجزائرية المغربية للمغاربة والجزائريين، لإن الأخيرين- الجزائريين- سوف لن يعطون اية مصداقية للولايات المتحدة في هذه القضية، ونشك أننا سنجد صعوبة في إقناع المغاربة في هذه المغامرة. لقد اخبرني – القول لانغرسول- بعض المسؤولين الجزائريين أن زيارة اثرتون للمغرب هي بهدف التوصل إلى اتفاق والضغط على أسبانيا، وان الحسن الثاني قال أنه سيؤجل المسيرة في حالة التوصل إلى اتفاق مع اسبانيا برعاية أمريكية. قلت لهم- انغرسول- قد يكون يقصد الأمم المتحدة، فردوا علي: قال الولايات المتحدة الأمريكية. 

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest