تضمن عادات المجتمع
الصحراوي للمرأة الكثير من الكرامة؛ فمثلا ضرب المرأة من طرف الرجل ( زوج، أب، أخ)
هو عيب وعار عند الصحراويين، فإذا قام شخص ما بعمل مشين يقال له:" هذا اللي
عدلت أخير منو تبط امرأة"( لا يوجد ما هو أسوأ من هذا ما عدا ضرب النساء).
إن العلاقة بين الزوج
الصحراوي وزوجته هي علاقة حساسة جدا؛ فالمرأة المتزوجة لا تسمح للرجل ابسط إهانة
حتى لو كانت تافهة أو شفهية. ففي مجتمعات أخرى قد يكفي اعتذار شفهي من الرجل حتى
تسمح له المرأة وتنسى إهانته لها؛ قد يحدث أيضا الكثير من التعسف ضد الزوجة وتبقى
مع زوجها وهما في حالة عدم توافق. عند المجتمع الصحراوي القديم كانت العلاقة جد
حساسة وتؤثر عليها ابسط إشارة أو كلمة. إن الرجل الذي يُعنف زوجته أو يعاملها
معاملة سيئة يفقد صفة الرجولة ويحتقره الرجال الآخرون وينظرون إليه نظرة غير
طبيعية. في هذا الإطار يقولون " إن النساء أكثر من الرجال لإن أولئك الرجال
الذين يضربون نساءهم أو يعاملنهم معاملة سيئة هم ليسوا رجالا وليسوا نساء".
في الماضي كان ضرب
المرأة في الصحراء أو على الأقل رفع اليد نحوها يعني الطلاق، ويفقد الزواج شرعيته.
فإذا سمع الناس مثلا أن رجلا ضرب زوجته يقولون" حرمت عليه زوجته"؛ يعني
أن رباط الزواج أُلغي كنتيجة لضرب الزوجة. ولا يقف الأمر عند هذا الحد؛ فالمرأة
حين تذهب إلى أنسابها أو تذهب مع زوجها تقوم أمها بتحريضها أن لا تتساهل في
كرامتها ولا تترك أحدا يهينها. إن هكذا ثقافة اجتماعية تجعل المرأة حساسة جدا
لموضوع الكرامة، فإذا قال لها زوجها كلمة في غير محلها أو سبها فإن ابسط ما تقوم
به الزوجة هو العودة إلى والديها.
تنتصر ثقافة المجتمع
للمرأة المظلومة فتتم معاقبة الزوج: لا تعود الزوجة إلى بيتها إلا بعد أن يعتذر
الزوج ويأتي بوفد من الشهود ويعقل جملا أمام خيمة والديها ويقطع عرقوبيه كعلامة
أنه يجب أن ينحر في ذلك المكان تكريما للزوجة الغاضبة. يتم نحر الجمل ويحدث
التراضي بشرط أن لا يعود الزوج إلى تعنيف أو توبيخ زوجته.
إن نحر جمل من أجل
ترضية امرأة هو عقاب رادع لكل رجل يفكر أن يسئ إلى زوجته ولو بكلمة؛ وكخلاصة، كان
المجتمع الصحراوي قديما سباقا إلى تقدير المرأة وإعطائها حقوقها كاملة خاصة ما
يتعلق بالكرامة.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء