الأمين العام الجديد، هل نتطير منه أم نتفاءل به ؟


Resultado de imagen de ‫انطونيو غوتييرس الامم المتحدة‬‎انتهى الجدل؛ سيصبح انطونيو غوتييريس، الدبلوماسي البرتغالي المحنك، هو الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بعد أن ترك وراءه، وبمسافة بعيدة، كل الذين نافسوه. ورغم ان الكثير من الأصوات، ومن بينها هيلاري كلينتون، كانت تنادي أن يتم انتخاب امرأة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة لأول مرة  في التاريخ مثلما سيتم " انتخابها هي" للبيت الأبيض إلا أن البلغارية التي كانت تطمح للمنصب جانبها الحظ بسبب وزن البرتغالي انطونيو غوتييريس الدبلوماسي وثقله وتاريخه في هئيات الأمم المتحدة.
وما يهمنا من مهمة السيد انطونيو غوتيريس هو ما سيكون عليه موقفه من قضية الصحراء الغربية في السنوات اللاحقة.
بالعودة إلى تاريخه السياسي هو سياسي ودبلوماسي محنك وله خبرة كبيرة، خاصة أنه شغل منصب الوزير الأول في بلاده، أما في حظيرة الأمم المتحدة فقد أشتهر أيضا ولمع نجمه بسبب حسن تسييره لملف الاجئين في المنظمة، وهو الملف الشائك والمعقد كثيرا.
علاقة غوتييريس بقضية الصحراء الغربية مبهمة إلى حد الآن، وكلما نعرف عنه هو انه زار مخيماتنا سنة 2011م، وزارنا كلاجئيين وتأثر كثيرا لحالنا، وقدم لنا دعما مهما باسم منظمة غوث اللاجئين.
لكن هذه الزيارة إلى المخيمات، وذاك التأثر يجب ان نطرحه جانبا حين يتعلق الأمر بالسياسة.

أوربي من البرتغال المجاورة لأسبانيا، و"المجاورة" للمغرب
السيد غوتييريس تم انتخابه على أساس انه من أوروبا، القارة التي حان دورها كي يكون منها الأمين العام هذه المرة( أخرى اوروبي كان امينا عاما للأمم المتحدة هو النمساوي كورت فالد هايم الذي غزا المغرب الصحراء الغربية في عهده، وبذل جهدا معتبرا كي يقف في وجه الغزو). إن كون الأمين العام الجديد من أوروبا – الاتحاد الأوروبي في الحقيقة- لا يعني أن رقبته ستتحرر من ابتزاز أوروبا ( الاتحاد الاوروبي) له في المواقف السياسية، وهذا يعني أنه سيتحرك في قضية الصحراء الغربية مثلما يريد الاتحاد الاوروبي الذي رشحه. فإذا أراد الاتحاد الاوروبي ان يتم تحريك الملف الصحراوي لصالح تقرير المصير فالفرصة سانحة، أما إذا أراد الجمود فالفرصة سانحة أيضا. وإذا ظلت سياسة الاتحاد الاوربي بهذا الغموض واللف والدوران الحالي اتجاه قضية الصحراء الغربية فهذا يعني اننا على موعد جديد مع لف ودوران أكثر في عهدة السيد غوتييريس على رأس الأمم المتحدة . فالاتحاد الاوروبي إلى حد الآن تكبله دولتان هما فرنسا والمانيا، ونعرف الموقف الفرنسي الداعم للمغرب، أما الموقف الالماني فهو، إلى حد الآ، موقف يتميز بقناعة وهي أن مغربا يحتل الصحراء ويحمي أوروبا من الهجرة هو أحسن من مغرب تجاوره وتهدد صحراء غربية مستقلة لا أحد يعرف لون الحكم الذي سيكون فيها.
وإذا تركنا ضغط الاتحاد الأوروبي وابتزازه للأمين العام الجديد في قضية الصحراء الغربية جانبا، فيجب أن لا نغفل موقف دولته البرتغال، جارة اسبانيا و"جارة" المغرب. فالرجل كان وزير أول في دولة البرتغال، وكان له موقف من قضية الصحراء، هو الحياد الذي يصب في مصلحة المغرب. إذن، الرجل يمكن أن يأخذ في عين الاعتبار موقف بلاده الحيادي الذي كان هو ينفذه حين كان وزيرا اولا. بالنسبة لعلاقة المغرب مع البرتغال هي علاقة حسنة، ويطبعها تبادل للكثير من المنافع، بل تعبتر البرتغال، بالإضافة إلى أسبانيا، أكبر دولتين مستفيديتين من اتفاق الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي. من جهة أخرى يمكن أن نأخذ في عين الاعتبار الموقف الأسباني. فأسبانيا هي جارة للبرتغال، وتؤثر بشكل كبير في سياستها أو نستطيع أن نقول، صراحة، انها تتدخل في سياستها الخارجية مباشرة وهذا يمثل ثقلا جديدا على كاهل الأمين العام الجديد.
إذن، الاستنتاج، إذا أخذنا بالمعطيات على الأرض، وتركنا مواقفه هو الشخصية وقناعاته، يمكن يكون بسيطا: الأمين العام الجديد سينزع كثيرا في قضية الصحراء الغربية إلى موقف الاتحاد الأوروبي المتخاذل إلى حد الآن.                 
 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء