نفاق أسبانيا في قضية جبل طارق

جبل طارق هو منطقة أسبانية جغرافياً، لكن تقع، ومنذ قرون، تحت السيادة البريطانية. فبطلب للمساعدة لبريطانيا من ملك أسباني في قرون ماضية تدخلت قوة هولندية وبريطانية وسيطرت على منطقة جبل طارق والحقتها بالسيادة البريطانية. حين كانت القوة هي المسيطرة لم تستطيع اسبانيا إخراج بريطانيا من جبل طارق، وأبتداء من سنة 1963م تم إدراج منطقة جبل طارق في قائمة البلدان غير المتمتعة بالحكم الذاتي، ويجب أن يتم فيها تطبيق تقرير المصير. لكن بريطانيا، وعلى عكس ما فعلت أسبانيا مع الصحراء الغربية، أين فشلت في كسب قلوب سكانها، أستطاعت أن تجعل جبل طارق جنة اقتصادية، حتى أن سكانها من أصل أسباني أصبحوا ينظرون إلى أسبانيا المجاورة على أساس أنها من بلدان العالم الثالث المتخلف. ورغم أنه يجب تطبيق تقرير المصير في جبل طارق عن طريق استفتاء إلا أن أسبانيا لم تستطيع المطالبة العلنية في الأمم المتحدة بجبل طارق لسببين: الأول هو أنها متأكدة أنه في حالة تنظيم أستفتاء سيصوت سكان جبل طارق لصالح البقاء مع بريطانيا وتخسر أسبانيا المنطقة إلى الابد؛ والثاني هو أن اسبانيا تستعمر الصحراء الغربية آنذاك- (أنذاك نعني بها منذ بداية الستينات) ولا تستطيع أن تطالب الأمم المتحدة بتنظيم استفتاء في جبل طارق ولا تطالبها بتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية.

الآن تريد أسبانيا أن تحرك، رسميا، ملف جبل طارق في الأمم المتحدة، لكن مع ذلك هي غير جادة لإن الأمم المتحدة ستطلب إجراء استفتاء وتكون نتيجته هي البقاء في إطار بريطانيا. إن تحريك اسبانيا لقضية جبل طارق هي فقط ورقة ضغط خاسرة ضد بريطانيا نكاية بخروجها من الاتحاد الأوروبي، وتم استعمال اسبانيا لتنفيذ ورقة الضغط هذه.           

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء